استذكر رئيس مجلس الوزراء في جمهورية البوسنة والهرسك الدكتور دينيس زفيزديتش مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الشعب البوسني إبان المحنة التي تعرض لها منذ نحو 20 عاما، وقال: "إن الملك سلمان بن عبدالعزيز يحظى بحب وتقدير شعب البوسنة والهرسك لجهوده الكبيرة، والخدمات الجليلة التي قدمها للشعب البوسني حيث كان دائم الوقوف معهم".

وأعرب الدكتور دينيس زفيزديتش عن شكره وتقديره للموقف الثابت للمملكة وقيادتها الرشيدة في دعمها للبوسنة والهرسك وشعبها على مدار السنوات الماضية، منوها في هذا السياق بالدعم المستمر الذي لا زالت تقدمه المملكة لجمهورية البوسنة والهرسك.

وثمن رئيس مجلس الوزراء في جمهورية البوسنة والهرسك خلال استقباله في مكتبه في العاصمة سراييفو أمس، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، الذي يزور البوسنة والهرسك حاليا. جهود المملكة الكبيرة والمتواصلة في دعم البوسنة والهرسك وقال: "إن هذه الجهود تحظى بتقدير كبير من الشعب البوسني"، مجددا تأكيد وحرص حكومة البوسنة والهرسك على توطيد هذه العلاقة المتميزة بين البلدين.

وفي بداية اللقاء نقل الوزير تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى رئيس الوزراء والشعب البوسني، منوها بعمق العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين التي تحتل مكانة خاصة لدى قيادة المملكة وشعبها. وفي ختام اللقاء الذي جرى خلاله تبادل الأحاديث الودية، واستعراض أوجه التعاون المشترك بين البلدين تبادل الجانبان الهدايا التذكارية بهذه المناسبة، كما التقطت الصور التذكارية. من جهة أخرى، أكد الشيخ صالح آل الشيخ في كلمة وجهها إلى مجموعة من الدعاة البوسنيين الذين درسوا في عدد من الجامعات العربية والإسلامية خلال لقائه بهم أمس، في مقر إقامته في سراييفو على ضرورة تربية الأجيال، والناس، وطلاب العلم على مزيد من الحكمة، والفهم لمقتضيات الزمان، ومقتضيات المكان والتحدي، مبينا أنه بسلوكنا إما أن ينتشر الإسلام، أو يضعف، وبسلوكنا إما أن تفتح أبواب للدعوة، أو قد تغلق.

وأوضح أن التحدي كبير والعداء ضخم جدا للرسالة الإسلامية بشكل عام ممن يريدون بها شرا، مشيرا إلى أهمية توطين العلم وأنه أصل، بمعنى أن يكون العلم في بلاد المسلمين مستوطنا وليس طارئا، مؤكدا أن الدعاة والمشايخ هم الذين يوطنون العلم في البوسنة وما حولها، سواء من درس فيها، أو في المملكة أو في تركيا، أو من درس في الأزهر.

وقال آل الشيخ: "إننا اليوم نحتاج إلى توطين الحكمة، والحكمة لا تُدَرس، وليس لها كتاب يُشرح ولا سبيل توصل إليها بكلية، أو بدرس، أو مسجد، فالحكمة هي نَتاج نُضج العقل، لذلك نصل من الحكمة إلى التربية ولا يكون المرء حكيما حتى تكون تربيته الإسلامية صحيحة، ولذلك جمع الله - جل وعلا - لنبيه عليه الصلاة والسلام بين كمال الخلق وعظم الخلق وكمال الحكمة بالتلازم بينهما.