ناصر الشراري
أخطأ الغرب عندما تعامل مع الحرب الجارية في سورية والتي يُقتل فيها الشعب السوري بكامله ببرود وعدم اهتمام لِما يجري له، أخطأ أوباما عندما وجه تحذيره للنظام السوري واختط خطوطه الحمراء ليتجاوزها النظام السوري ليقتل بالكيماوي بدمٍ بارد دونما أن يثأر أوباما لخطوطه الحمراء التي وضعها أمام العالم، ليتراتب الشعب السوري اصطفافا على أبواب مذبح التاريخ وبقوافل لا تنتهي من القتلى والمهجرين، ومصيبة الشعب السوري مصيبتان هي قتل النظام السوري له واصطفاف إيران خلفه ومعها ميليشياتها الطائفية التي جيء بها من كل مكان لتعبث بالحرث والنسل، والمصيبة الثانية للشعب السوري دعم الدب الروسي لِما يفعله النظام وإيران وميليشياتها ليقوم بطائراته الحربية بقصف الشعب السوري الأعزل دون هوادة أو رحمة، تكالبت عليه قوى الشر هنا وهناك حتى أن الغرب أصبح اليوم يتآمر عليه ويُسلِم قضيته برمتها للدب الروسي ليفصل بها كيفما شاء.
ذكر وزير العدل العراقي الأسبق في عهد حكومة نوري المالكي عبر إحدى الفضائيات العراقية عن قيام الحكومة العراقية بإخراج قيادات من القاعدة من سجني التاجي وأبو غريب في عام 2013م وبواسطة أجهزة استخبارات خارجية، وذلك لصنع داعش فيما بعد لضرب الثورة السورية وإجهاضها لتتبين فصول الحكاية فيما بعد عبر سيناريو المؤامرة التي نراها اليوم بدايةً من إيران مروراً بروسيا وأميركا وبريطانيا ودول غربية عدة لعبت أدوار أساسية عدة كلٌ حسب المطلوب منه، إذ إن إيران وروسيا منغمستان بشكل مباشر في هذا الصراع وضرب هذه الثورة وإجهاضها، وأما أميركا وأوروبا فكان دورهما تمييع وإضاعة حقوق الشعب السوري، وهذا بالنسبة للسوريين كان كارثياً لأنهم قد علقوا آمالهم على من انبروا للدفاع عن ثورتهم في بدايتها ليقطعوا بهم الطريق بالمنتصف ويتركونهم وحيدين عرضة لآلة قتل النظام وملالي إيران وروسيا، وبالتالي هذا الأمر سوف يقود الكثير من أبناء الشعب السوري لأن يعتبر العالم كله متآمرا عليه ويكره الجميع لِما يراه من قتل أهله وذويه من قبل الميليشيات والطائرات التي تقصفه ليل نهار بلا هوادة أو رحمة، الأمر الذي يجعل كثيرا منهم يقوم بالالتحاق بالمنظمات الإرهابية كداعش ونحوها والتي صنعتها أياد خارجية لضرب الدول العربية وتمزيقها.
فما وقع من حادث إرهابي في "نيس" بفرنسا من خلال دهس شاحنة للمحتفلين ومقتل ما يزيد على (82) وجرح الكثير، جاء نتيجة نظام سوري فاشي صانع للإرهاب العالمي لما يزاوله على شعب كامل، ما جعل ساحة أراضيه مكانا للتصفيات الدولية والمخططات والمكائد وسايكس بيكو(2) يُجزِئ سايكس بيكو(1).
فيجب على العالم الحر المتحضر ألا يدفن رأسه في التراب كالنعام ليتغابى ويتعامى عن أُسْ المشكلة والمنبع الرئيس لمغناطيس سرطان الإرهاب العالمي وهو النظام السوري الفاشي.