لو أجريت استفتاء شعبيا حول "التجنيد الإلزامي"، ستجد أن غالبية الشعب يؤيد ذلك. حتى الآباء مرهفي الحس الذين تغلبهم عاطفتهم أمام أبنائهم، ستكتشف أنهم يريدون التصويت بالموافقة مرتين وثلاثا!
فعاليات مهمة طالبت بالتجنيد الإلزامي في السعودية. مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ دعا -الجمعة 10-4 -2015- إلى التجنيد الإجباري للشباب. أعضاء في مجلس الشورى ناقشوا الفكرة طويلا. وهناك مؤيدون كثر لها. في الصحف و"تويتر" هناك أصوات كثيرة انطلقت مع انطلاق عاصفة الحزم تطالب بالتجنيد.
والتجنيد بالمناسبة ليس غايته الوحيدة عسكرة الشعب، أو تجهيزه للحرب في حال الحاجة له، لذلك حينما تتم مناقشة هذا الموضوع الحيوي يفترض تجاوز كونه حجر زاوية في تطوير قدرات البلد العسكرية. هناك قيم عظيمة لا تقل أهمية، لا أحتاج للقول إن التجنيد يعلّم الشاب المتهور قيمة الحياة، ويدرب المنفلت أهمية تقدير الأشياء، ويعزز لدى المُترف والمسْرف سلوك الاعتدال، ويعلم الاتكالي الاعتماد على النفس، والفوضوي الانضباط. قد تبدو مقارنة منطقية حينما نجد الجامعات تقوم بإخضاع الطلبة القادمين إليها لسنة تحضيرية قبل الدراسة الجامعية المتخصصة. بعدما اكتشفت أنهم غير مؤهلين بما فيه الكفاية. وفقا لذلك يحتاج كثير من الشباب الذين يخرجون من رعاية آبائهم وحضانة أمهاتهم إلى سنة تجنيد إلزامية قبل دخولهم معركة الحياة!
نطالب بالتجنيد يقينا بأن الشاب المجند سيبدو بالفعل أكثر شعورا بقيمة الحياة، وسيصبح أكثر حرصا على المنجز الوطني. حينما يسهم خلال فترة التجنيد في بعض المشاريع الوطنية، والعمل بيده للبناء في شوارع مدينته، وتخصيص ساعات محددة للعمل في مؤسسات الدولة كالمستشفيات والبلديات والإسعاف. ناهيك أنه سيسهم بشكل كبير في طمس الصورة الخاطئة عن العمل اليدوي. يقول الاقتصاديون إن التجنيد ينعكس إيجابا على سوق العمل مع مرور الأيام.
خلاصة القول: التجنيد الإلزامي خيارنا نحو المستقبل، لأنه يعيد التوازن لحياة المجتمع، ويضعهم جميعا أمام مقاييس واضحة، لا فرق بينهم.