غريبة اهتمامات الناس.. فبينما يردد مسلمٌ جاء من أطراف الكرة الأرضية .. "إِلى عرفاتِ اللَهِ يا خيرَ زائر .. عليكَ سلامُ اللهِ في عرفاتِ".. وبينما هو يعتقد أن "على كلِّ أفقٍ بِالحجازِ ملائكٌ .. تزفُّ تحايا اللهِ والبركاتِ" .. ويرفعه صوته مردداً كلمات أحمد شوقي "لكَ الدينُ يا ربَّ الحجيجِ جمعتهُمْ .. لبيتٍ طَهورِ الساحِ والعرصاتِ"، يرى الناسَ أفواجاً وَمِن كلِ بقعةٍ.. "إِليكَ انتهَوا من غربةٍ وشتاتِ" .. "تساوَوا فلا الأَنسابُ فيها تفاوتٌ.. لديكَ ولا الأقدارُ مختلفاتِ".. وبينما هو يستذكر جبريل الأمين والخليل إبراهيم وابنه الذبيح إسماعيل عليهم السلام.. فإذا به يبحث عمن يذكره بحجة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، فيدير المذياع أو الريموت كنترول، ليجد من ينهاه عن التصوير أثناء الحج تجنباً للرياء الذي قد يمحق أعماله في الحج إن رآها أحد غيره، كما يقول أحد المشايخ الذين استمعت لهم عبر "الراديو" خلال هذه الأيام المباركة..! ولا أعلم لماذا تذكرت تلك اللحظة إعلان برنامج الشيخ محمد العريفي الذي يظهر فيه لابساً الإحرام ليحدث الناس عن الحج أمام الكاميرات وعلى مرأى من العالم أجمع.. ربما يكون الرابط بينهما هو التصوير في الحج.

غريب أن يهتم شيخٌ بالتصوير ويربطه بالرياء، وينصرف عن شعائر الحج العظمى، وهل الرياء لا يأتي إلا من الصور التي سيحملها الحاج معه إلى أسرته وأحفاده كذكرى لمناسبة عظيمة لن يستطيع تكرارها في حياته..!

لا أظن الرياء سيجدُ مكاناً في قلب حاجٍ يتساءل: "ويا ربِ هل تُغني عنِ العبدِ حجةٌ.. وفي العُمرِ ما فيهِ من الهفواتِ".