ربما كان أطفال الثمانينات يمثلون آخر جيل عرف البيئة العراقية عبر البرامج والمسلسلات التي كانت تعرض تلك الأيام مثل مدينة الإعراب وغيرها.
بعد تحرير الكويت تم حصار الشعب والثقافة العراقية لبضع سنوات، ثم تلاه الاحتلال الأميركي، وزاد الانغلاق أكثر فنشأ معظم الشباب العربي على الجهل بكل ما يمت للعراق بصلة.
هذا العام قامت قناة mbc بإنتاج برنامج الصدمة، وجعلت بغداد إحدى المدن التي يطل عليها المشاهد العربي. في الواقع منذ أول حلقة أصبحت فقرة العراق تناقش في تويتر على مستوى العالم العربي. كانت هناك دهشة في تعليقات العديدين حول هذه الأخلاق العراقية التي تذكرك بما نقرأه في الكتب عن الرجولة والشهامة، والتي حجب إدراكها عنا جريمة غزو الكويت وكل ما تلاه من خيانات للعراق الوطن الذي فتح أبوابه لكل الطوائف والشعوب منذ أكثر من 7 آلاف عام.
إن هذه البادرة من هذه القناة بادرة عظيمة جداً، وحملت خلال الأيام الماضية الكثير، يلاحظ ذلك كل من يتابع صفحات العراقيين والذين لم يناقشوا ظهورهم الجميل في برنامج الصدمة بل برامج أخرى كشفت لهم أن السعوديين والخليجيين عامة يشاركونهم الكثير من الرؤى وأهمها الموقف الجاد الرافض للطائفية.
إن العراق اليوم بين طريقين، طريق العروبة وطريق التبعية لإيران، ورغم اكتشاف المواطن العادي جرائم إيران وفساد رجالها في بغداد وأنها السارق الأول لنفطه واقتصاده إلا أنه يحتاج ليد عربية تمتد مصافحة هذا الوطن العربي العظيم لتعيده إلى أمتنا.
لكن الشعب العراقي لن يقبل أي يد عربية ما لم يعمل الإعلام العربي على الوصول إليه أولاً ثم توضيح الحقائق له ثانياً، خاصة أن عشرات القنوات الإيرانية الهوى تبث برامجها موجهة للمواطن العادي وهي برامج غارقة في تمجيد إيران وثقافة الفرس وفي نفس الوقت تتجاهل تجاهلا تاما علاقة العراقي بأمته العربية.
إذا أردنا عودة العراق إلى حياض الأمة علينا أولاً مصافحته ثقافيا ثم سياسيا، ولقد فتحت mbc الطريق وبقي أن تكمل باقي القنوات معركة إعادة العراق إلى دوره القيادي في عالمنا العربي.