وسط إجراءات أمنية مشددة، تنطلق اليوم من داخل خيمة عربية أقيمت بباحة المركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أعمال القمة العربية الـ"27" على مستوى القادة.

وقالت مصادر دبلوماسية إن القمة العربية التي ستعقد على مدى يومين في نواكشوط، ستعطي اهتماما كبيرا فيما يتعلق بمكافحة التطرف والحرب على الإرهاب، والانتهاكات الإيرانية لدول الجوار والحفاظ على الأمن القومي العربي، إلى جانب عدد من البنود التي أقرها وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم التحضيرية والتي سبقت القمة.

وأوضحت المصادر أن جدول أعمال القمة الذي يتضمن 16 بندا، من بينها القضية الفلسطينية وتفعيل مبادرة السلام العربية، وتطورات الأزمة السورية، والوضع في ليبيا واليمن، ودعم الصومال، والتضامن مع لبنان ودعمه، وكذلك خطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج "اليوناميد" من إقليم دارفور بناء على طلب السودان.

كما يناقش القادة العرب بند يتعلق باحتلال إيران للجزر العربية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التابعة لدولة الإمارات في الخليج العربي، كذلك التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية بناء على طلب العراق. وتضمنت البنود أيضا تطوير الجامعة العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك.

وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربي أحمد بن حلي قد أعلن أن القادة العرب سيستعرضون "كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية" في إطار "مقاربة مناسبة وتوافقية". 


طموحات الشعوب

وقال المندوب الدائم لموريتانيا بالجامعة العربية السفير ودادي ولد سيد هيبه، إن قمة نواكشوط تنعقد في ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد، مؤكدا على أن حكمة ويقظة القادة العرب ووعيهم بحجم التحديات المتعاظمة يوما بعد يوم "يشكل الدافع على أن تنجز هذه القمة ما يبعث الأمل بين الشعوب العربية"، مضيفا أن الحفاظ على الأمن القومي العربي يتصدر الأولويات، كما أن هنالك ملفات اقتصادية مهمة ستخرج للعلن بعد استعراضها من قبل القادة خلال القمة.


 





الوصول إلى حلول

ويري رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية الدكتور محمد السعيد إدريس أن نجاح القمة العربية يتوقف على قوة الملفات التي ستناقشها وأن الأزمة السورية والليبية واليمنية من أهم القضايا التي لابد أن تبحث مع الوصول إلى حلول من أجل تفعيل مبادرة السلام العربية التي تعترض عليها إسرائيل.

وقال خبير العلاقات الدولية سعيد اللاوندي، إن مشاركة العديد من الدول العربية في هذه القمة العربية سيسهل من عملية مكافحة الإرهاب الذي طفا على أغلب الدول العربية، مشيرا إلى أنه ليس من الضروري الوصول إلى حلول عاجلة لهذه الأزمات، وأن انعقاد القمة في حد ذاتها يفتح الباب أمام الوصول إلى حلول إيجابية.


 




موريتانيا تتولى الرئاسة

يذكر أن القمة العربية الـ"27" تعقد للمرة الأولى في العاصمة الموريتانية نواكشوط منذ انضمام هذا البلد إلى الجامعة العربية في 1973، بعد اعتذار المغرب عن استضافتها في أبريل الفائت كما كان مقررا، كما أنها أول قمة عربية تعقد بعد تولي الأمين العام الجديد للجامعة المصري أحمد أبوالغيط مهامه مطلع يوليو الجاري خلفا لنبيل العربي.

وبعد قمة الثلاثاء، سيتولى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز رئاسة الجامعة العربية لمدة سنتين.