الشهر الفضيل تُصفد فيه الشياطين، وتُفتح أبواب المغفرة والرضوان، وتفيء النفوس لطاعة بارئها.. مردة الإنس يأبون إلا الولوغ بالدماء وتحكيم الأهواء الضالة وتحكّم العناصر الإرهابية.. هو ما نراه مع الأسف الشديد على مدار الساعة بالقنوات، ونسمعه بالإذاعات (الفلوجة، حلب، سيناء، تعز، سرت) نماذج عربية يقتل فيها المسلم والمسلم دون خوف من الله تعالى، ولا مراعاة لحرمة الشهر الكريم.

هذا نتاج ما سُمي بــ(الربيع العربي) اندلعت شرارته من (تونس الخضراء) تواصلت إلى (ليبيا)، (أرض الكنانة)، (بلاد الشام)، و(اليمن السعيد)، كان شتاءً قارساً أحرق الأخضر واليابس ليته ما كان.

دول العروبة والإسلام إلا ما شاء الله وضعت أذناً من طين وأخرى من عجين، تتفرج على المأساة دون أن تثير فيها ذرة شهامة أو شفقة على الدماء المسفوكة، سايرتها بذلك بقية دول العالم ومجلس أمنها، أستثني من ذلك مملكتنا توزع جهودها لإطفاء الحرائق هنا وهناك، تحاول جهدها إسكات الفتنة وإصلاح الحال وفقها الله.

حروب (داحس والغبراء) وغيرها من معارك العصر الجاهلي كانت أرحم من ملاحم العرب والمسلمين في القرن (الحادي والعشرين) المتحضر المتطور بكل المقاييس.

أين دعاة الوحدة والتوحيد.. أين الشعارات البراقة أين أناشيد (بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان) و( أمجاد يا عرب أمجاد)؟!

كل هذا توارى مع ظهور (الخليفة البغدادي)، (داعش)، (قاعدة الظواهري) وغيرها من وجوه الإرهاب السوداء الشوهاء تضرب بلا هوادة حواضر العالم والأمم تقف مكتوفة اليدين دون أن تجمع أمرها بضربة واحدة تسحق الشرّ في مهده وتضع حدا لتداعياته وإزعاجه المزمن.

اللهم يا من كرّمت (رمضان) بالقرآن سلّط بأسك على البغاة فإنهم لا يعجزونك.