عندما يكون القائد محنكا متفهما لشعبه، ويكون الشعب واعيا قد يحصل كما حدث في تركيا التي أفشل رئيسها إردوغان الانقلاب من الجيش، ولكن كيف ذلك؟ يجب أن نتناول كيف هزم تطبيق سكايب على هاتف الرئيس الدبابات والطائرات المحلقة على ارتفاعات منخفضة في محاولة يائسة لفض التجمعات والتمسك بالميادين، لو لم يحمل هذا الشعب الحب لقائده لما تغلب برسالة جوال، وحدة الشعب هي التي انتصرت، عندما يتماسك الشعب لن يهزم مهما حصل من الحاقدين.

قطع الشعب على الانقلابيين كل ما خططوا له، نزلوا الشوارع دفاعا عن مكتسبات تركيا، فالحرب دمار إذا حلت في بلد لا تبقي ولا تذر، والهدم سهل جدا، ولكن البناء قد يحتاج سنين، وهذا الشعب الواعي تدارك الأمر وأوقف الدبابات في الشوارع برسالة نصية من قائده، قاموا بالفعل ونزلوا إلى الشوارع تلبية لنداء وطني يرفض انقلاب العسكر على الديمقراطية.

عندما تتابع حياة إردوغان تجده لصيقا بالفقراء والبسطاء، وبإمكانه الوقوف عند أي إنسان ومبادلته أطراف الحديث، إردوغان موقفه صلب وسياسته قوية، مما جعل الشعب يتجاوب معه ويوقفوا الانقلاب الذي كان من الممكن أن يغرق تركيا ويجعلها مسرحا دمويا.

وكان من الملاحظ تأخر من يدعون الديمقراطية في الغرب عن إدانة الانقلاب، بينما لم يتأخر إردوغان عن إدانتهم، قد يتضح جليا موقف الغرب من الحدث، وهناك من خرج على بعض القنوات يلومون من قاموا بالانقلاب ويصفونهم بأنهم هواة، لم يخططوا بما كان أن يجب حال الانقلاب؟

الشعب التركي الحر وقائده حرصوا على ألا ينزلق بلدهم إلى الهاوية، شعب جرب الانقلابات العسكرية ونتائجها المأساوية، ومن المضحك أن المجرم بشار الأسد ابتهج بهذا الحدث وفرح وأطلق الرصاص من قصره وهو لا يستطيع الخروج من باب القصر، وطلب من رعاياه العودة إلى حضن الوطن، يا لها من مفارقات ومن حماقته استعجل بالشماتة وهو في أضيق حال. على كلٍّ هذه الإحداث وهذه الفتن يتعظ منها أصحاب العقول السليمة.