بانقضاء منافسات يورو 2016 وتتويج البرتغال بلقبها لأول مرة، استحضرت مواجهة المستضيف فرنسا أمام ألمانيا في مرحلة نصف النهائي، ذكريات الاعتداء المشين الذي ارتكبه الحارس الألماني "هارالد شوماخر" ضد الفرنسي "باتريك باتيستون" قبل 34 عاما في نصف نهائي مماثل جمع المنتخبين بمونديال إسبانيا، مما ألهم أحد المواقع المهتمة بكرة القدم العالمية للقيام باستبيان بين متابعيه لمعرفة أكثر الشخصيات المكروهة في تاريخ اللعبة، وبالطبع لم تخل النتيجة من تواجد أسماء نجوم تخلت عن بعضهم أضواء الشهرة فيما لم يزل آخرون منهم ينعمون بكل لحظاتها.


 


 





- الحاجي ضيوف

"سأدعوه بفأر المجاري، لكنني لا أعتقد بأنه يستحق، فذلك سيكون إهانة لتلك المخلوقات"، تلك الكلمات القاسية أطلقها مدرب كوينز بارك "نيل وارنوك" في يناير 2011 بعد أن علم بأن مهاجم بلاكبيرن روفرز "ضيوف" أهان لفظيا لاعب كوينز بارك "جايمي ماكي" وهو يتلوى من الألم على أرض الملعب بساق مكسورة، معظم الناس كانوا يعلمون مسبقا سلوكيات "ضيوف" وتورطه قبلها في ثلاث حالات بصق، إحداها مع ليفربول واثنتان مع بولتون، وذات مرة صرح النجم السابق "روي كين" بأن "ضيوف من نوعية اللاعبين المكروهين من خصومه ومشجعيهم، ولكن في الحقيقة حتى مشجعوه أنفسهم غالبا ماكرهوه".


 




- جوي بارتون

أدين مرتين بالاعتداء على آخرين، تصدر بعد الأولى منها عناوين الصحف البريطانية في مطلع مايو 2007 عندما هاجم زميله وقتها في مانشستر سيتي "أوسمان دابو" أثناء حصة تدريبية، وتلقى حكما بالسجن 4 أشهر مع وقف التنفيذ، وفي نهاية ديسمبر من العام نفسه كرر المشهد، وهذه المرة ليلا في وسط مدينة ليفربول موجها 20 لكمة لرجل بالغ قبل أن يضرب صبيا يبلغ 16 عاما متسببا في كسور في أسنانه، وقضى "بارتون" ستة أشهر في السجن، وينقل اللاعب حاليا على حسابه في "تويتر" وبشكل منتظم عبارات لفلاسفة مثل "فريدريك نيتشه"، وهو ما يراه البعض دليلا على سعيه لإعادة إصلاح شخصيته.


 




- هارالد شوماخر

بعد مرور 60 دقيقة من نصف نهائي مونديال 1982 المثير في "إشبيليه"، اندفع حارس مرمى ألمانيا الغربية نحو الفرنسي "باتريك باتيستون" ليرتكب المخالفة الأكثر شهرة في تاريخ اللعبة، وأفقده اثنين من أسنانه وأصابه بثلاثة كسور في الضلوع، ورغم أن "باتيستون" عفا عنه لاحقا إلا أن "شوماخر" في ذلك الوقت أصبح العدو رقم 1 للشعب الفرنسي، وفي استطلاع رأي صحفي حول أكبر أعداء فرنسا أجري بعد وقت قصير من ذلك اللقاء الملحمي، تصدر "شوماخر" القائمة أمام "أدولف هتلر"، وقال "كنت شخصا لا أكترث للسياسة تماما، وفجأة أصبحت مسؤولا عن إشعال مشاعر الاستياء ضد الألمان في فرنسا، وبدا وكأنني كنت في طريقي لإطلاق الحرب القادمة.. لم أشعر أبدا من قبل بهذا القدر من الكراهية".


 


 


- دييجو كوستا

لم يكن أمام بطل الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار "باتون" سوى أن يعبر في أحد مشاهده عن إعجابه بذكاء عدوه "روميل أنت حقير مدهش! لقد قرأت كتابك"، وبالطبع لم يؤلف "كوستا" كتابا بيد أنه لو فعل سنتأمل بأن يكون عن الفنون القاتمة لكرة القدم كونه خبيرا بها، فلاعبون قلة يتقنون الاستفزاز، وينفدون بجلدهم بينما يطرد خصومهم، وبعيدا عن "ستامفورد بريدج" من الصعب مجرد التفكير بأن هناك ملعبا آخر تجد في مدرجاته إعجابا به، فهو يعتبر خائنا في موطنه الأصلي البرازيل ومنبوذا في إسبانيا البلد الذي تبناه.


 




- بيبي

كان المهاجم السابق "جاري لينيكر" يخاطب مجتمع كرة القدم بأكمله تقريبا عندما كتب على "تويتر" عبارة "بيبي، ياله من غبي"، وبالطبع لم يكن هناك ما يثير الدهشة بشأن تصرفات "بيبي" في انتصار ريال مدريد على جاره أتليتكو مدريد في نهائي الشامبيونزليج في مايو الماضي، فالدولي البرتغالي طالما تصرف بطريقة جبانة طوال مسيرته، سواء بالتظاهر بالإصابة كما حدث ضد أتليتكو، أو بمهاجة خصومه بوحشية، كما حدث ضد خيتافي عام 2009 عندما أوقف 10 مباريات بسبب اعتدائه المستمر على مهاجم المنافس "خافيير كاسكويرو".


 


 


- كريستيانو رونالدو

أحد أكثر اللاعبين شعبية في العالم، ولكنه أيضا بين أكثر اللاعبين المكروهين، وكما ذكر هو شخصيا عام 2011 وبتواضع "الناس يشعرون بالغيرة مني كوني شابا وسيما وغنيا"، وغطرسة رونالدو كثيرا ما طغت بشكل غير عادل على سخائه وإنسانيته، كون أفعاله الخيرية لا تتناسب مع صورة رسمتها عنه وسائل الإعلام كشخص مهووس بنفسه في لعبة جماعية، بيد أن تصريحاته لم تبرز ما يشفع لتغيير تلك الصورة، كما ذكر بعد تعادل البرتغال مع المنتخب المغمور إيسلندا في يورو 2016 "اعتقدت بأنهم فازوا باللقب باحتفالاتهم في نهاية المباراة، هذا يظهر عقليتهم الصغيرة، وهم لن يفعلوا شيئا في هذه البطولة".


 


 




- سيرجيو بوسكيتس

لاعب وسط رائع والأفضل بين نظرائه، لكنه أيضا مثابر على التمثيل على أرض الملعب، وهو سبب كاف لأن يكرهه كل محبي اللعب النظيف، ولعل أشهرها دوره في تلقي لاعب الإنتر "ثياجو موتا" على بطاقة حمراء بسبب ضربة كوع مزعومة خلال مواجهة ملتهبة بين فريقيهما بملعب "كامب نو" في دوري الأبطال 2010، ولاحقا صرح الدولي الإيطالي بغضب "شاهدت الحادثة على التلفاز، لقد أمسك بوجهه ثم رمق بنظره إلى الحكم.. إنه تصرف مشين يقوم به دائما"، وكان من المستحيل ألا يتفق كل من شاهد الحادثة مع كلمات "موتا".


 


 


- لويس سواريز

هناك مبررات عديدة لعدم الإعجاب بهداف برشلونه الحالي، فهو من أسهم بفاعلية بحرمان غانا من موقع مستحق في نصف نهائي مونديال 2010 عندما منع بيده كرة على خط المرمى في الدقيقة الأخيرة من وقت اللقاء الأصلي، وقال بعدها متفاخرا "لقد قمت بالتصدي الأجمل في البطولة"، وأظهرته الكاميرا متحمسا وهو يشاهد الغانيين يضيعون ركلة الجزاء ويخسرون لاحقا بركلات الترجيح، ولا يخفى على أحد عضه لخصومه الذي تكرر في ثلاث مناسبات، والأسوأ من ذلك كله التقاط الكاميرا له وهو يخاطب الفرنسي "باتريس إيفرا" بوصف "زنجي" خمس مرات خلال نقاش مع مدافع مانشستر يونايتد السابق عام 2011.


 


 


- جون تيري

"لا شيء يفاجئني سماعه عن تيري، لذلك لن أعلق على هذا الرجل، أعتقد أن الجميع في محيط كرة القدم يعرف كيف يبدو"، عندما يطعن لاعب مشاغب مثل "كريج بيلامي" في شخصية فرد فبالتأكيد الأمر ليس بالجيد أبدا، وبالطبع "تيري" قائد تشيلسي وأسطورته، بيد أنه بالنسبة للكثير من المحايدين هو مجرد مجهز ملابس، والقائد الذي رفع دون أدنى خجل كأس الشامبيونزليج عام 2012 على الرغم من كونه محروما من خوض النهائي بسبب بطاقة حمراء لا معنى لها، نالها في نصف النهائي ضد برشلونه، عرضت تقدم فريقه لمخاطر كان في غنى عنها.