كوميدي بريطاني ناجح جدا، كان يشاهد دائما ومعه كراس صغير Les Dawson، مثل الذي يكتب فيه الناس ملاحظاتهم. عندما توفي وجدت زوجته في ملابسه هذا الكراس، ووجدت مثل الكراس في دروج مكتبه بالعشرات، ووجدت في كل صفحة منها مكتوبا عبارة "هذا البيت خرب ولكن"، ثم يبدأ يعدد مزايا الحياة التي تجعله يستمر مع زوجته وفي بيته.

لقد وجد داوسون حلا يمنعه من طلاق زوجته وهدم بيته، خاصة أنه كان قد مر بتجربة طلاق قبلها، ولم يرغب أن يكررها، وأيقن في داخله أن بعض الصبر ثمن قليل لتصرف متسرع قد يهدم حياة كل من حوله، خاصة الأطفال، لتخرج زوجته بعد وفاته في مقابلة تحكي عن هذه الدفاتر، وتشكر له صبره عليها، وعدم تحطيم حياة الأسرة.

في الحقيقة، هناك حدثان حول مسألة الصبر بين الأزواج لها علاقة بما فوق بطريقة ما، الأولى فيها: أن زوجة ثابت بن قيس -رضي الله عنها- اشتكت للرسول -صلى الله عليه وسلم- أنها قارنت بين زوجها من حيث الشكل وبين رجال آخرين رأته معهم، فوجدتهم أوسم منه، وكان ثابت من أكثر الرجال فروسية، وأعظمهم رجولة سمي خطيب الإسلام لجزالة لفظه وعظم كلماته، ومع ذلك خلعها منه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دقائق، بينما عندما جاء رجل إلى عمر -رضي الله عنه- وأخبره أنه لا يحب زوجته، ويريد طلاقها، قال له عمر قولته الشهيرة: "وهل تقوم البيوت بالحب".

لماذا تقبّل الإسلام طلب المرأة رغم أن مبررها لا يبدو قويا ولم يتقبل طلب الرجل؟

الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى علماء نفس واجتماع، يجيبون عن أسئلة عديدة، مثل هل لأن الرجل أكثر عقلانية والمرأة عاطفية؟ هل لأن المرأة التي تتورط في علاقة فاشلة تتحول إلى كائن مكتئب يخشى عليه وعلى الأطفال الذين يربيهم، خاصة أنه سبب سعادتهم ومصدر أمانهم، فحرص الإسلام على سلامته النفسية أكثر من غيره؟

هل يعلم الإسلام أن شعور المرأة بالفراغ العاطفي قد يعرضها للاستغلال في أحيان كثيرة؟ كل هذه الأسئلة بحاجة لإجابة عنها.