أبدى متسوقون استياءهم الشديد إزاء ما أسموه بـ"تلاعب العمالة المقيمة" في نقاط البيع المنتشرة في داخل واحة الأحساء الزراعية، من خلال تسويقهم محصول الرطب، غير مكتمل النضج أو في ما يعرف محلياً بـ"البسر"، وذلك بعد إخفائه في أسفل العبوات الكرتونية، وعرضه للبيع على أنه مكتمل النضج.
خسارة كبيرة
أوضح مدير مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور (كاكد) التابعة لأمانة الأحساء المهندس محمد السماعيل لـ الوطن" أن تلاعب العمالة المقيمة في قطفهم للرطب غير مكتمل النضج أصبح واضحاً أمام الجميع، مؤكداً أن عملية جني محصول الرطب، يتطلب مهارة عالية وخبرة كبيرة، من بينها أن عملية جني الرطب، محددة بمواصفات وأوقات زمنية لكل صنف من الأصناف المتنوعة، وأن المزارعين من أبناء الأحساء "ملاك المزارع"، لا يجنون الرطب "البسر" وغير مكتمل النضج لأنه يعتبر لهم خسارة كبيرة له ونوعاً من أنواع الغش.
عمالة مخالفة
قال السماعيل إن من يتولى العناية والزراعة في كثير من مزارع الواحة عمالة وافدة مخالفة لنظام العمل والإقامة، موضحاً أن أجرة هؤلاء العمالة بمقايضة "الرطب" بدلاً من "النقود"، إذ يلجؤون لجني كميات كبيرة من الرطب الناضج وغير الناضج، كذلك عرضه في الأسواق ونقاط البيع، بهدف الربح المالي بأي وسيلة، مما يتسبب في خسارة كميات كبيرة وهدر في الإنتاج، إذ يصبح لا جدوى من الزراعة. وأكد أنه بدلاً من الانتظار حتى نضوجه واستهلاكه، يتم عرضه في الأسواق بأسعار زهيدة، ورفض استهلاكه، لافتاً إلى أنه من الأجدر عدم جنيه في حال عدم اكتماله وبقائه في النخلة لفترة زمنية أخرى حتى نضوجه، وبيعه رطباً أو تمراً. إن واحة الأحساء تنتج نحو 34 صنفاً من الرطب على 3 فترات زمنية في الموسم.
غياب الجودة
أكد السماعيل أن المزارعين الأحسائيين لا يقومون بجني المحصول إلا بعد اكتمال نضجه، وبيعه رطباً في وقته المحدد وبسعر مناسب، من أجل الجودة، بينما العمالة المقيمة لا تعي أهمية ذلك، إذ أن هدفها "الكم" جني أكبر كمية من المحصول دون مراعاة للجودة.
وأشار إلى أن مزارع الأحساء بدأت تنتج حالياً الأصناف متوسطة النضج بكميات محدودة، ويبلغ سعر العبوة الواحدة سعة كيلوجرام واحد بـ40 ريالا في "البداية"، فيما تنتج حالياً الأصناف المبكرة بكميات كبيرة، ويبلغ سعر الكيلوجرام الواحد 15 ريالا، وذلك طبقاً لقانون العرض والطلب، بدء تباشير المحصول بارتفاع الأسعار بسبب محدودية الإنتاج، ومن ثم يبدأ في التراجع في الأسعار.