أهم مسلسل بريطاني يقدم المجتمع البريطاني بحسناته وسيئاته EastEnders يعد بشفافية بالغة، لكنه يحتل مكانة محترمة جداً لدرجة أنه رغم كون عمره يقترب من الثلاثين عاما فقط يعده البريطانيون جزءا من تراثهم، فأي تغير في سير الحلقات أو إخراج فنان من الفريق يستدعيان نقاشا ووعودا بعودته لتهدئة الرأي العام.
المسلسل يقدم المسلمين مثل غيرهم من مكونات المجتمع البريطاني، وإحدى بطلاته ترتدي الحجاب وتعمل لدى سيدة من أصول أفريقية وتربطهم علاقات أسرية بالبيض.
من ناحية أخرى، نشاهد فيديوهات الكليب التي يقدمها نجوم الغناء الغربي، خاصة الفنانات الغربيات، تحرص على وجود بطل أفريقي يشاركها لتقدم الأغنية رسالة أن العلاقة بين شخصين ينحدران من عرقين مختلفين مقبولة.
في الحقيقة أن الفن في العالم الغربي يسهم بطريقة ناعمة في تحول المجتمع نحو الإنسانية وتقبل الاختلاف مع حفظ الاحترام، لأن تجاوز الاحترام سيدخلهم في قضايا تعويض تكلفهم الكثير.
على النقيض من هذا المسلسل يأتي طاش ما طاش ونسخته الأخرى سلفي، والاثنان يقترب عمرهما من عمر المسلسل البريطاني، مما يطرح سؤالا لماذا يصر القائمون على هذا المسلسل على العمل بعيدا عن الاحترافية، فإذا تقدموا خطوة تراجعوا عشرات؟
هل لأن أهدافهم غير واضحة أو مختلطة، فهم يرغبون في الفن، ولا بأس ببعض الاستفزاز، ففي حلقة يوم الخميس رأينا تناقضات حقيقية للمجتمع السعودي والخليجي، لكن لم ينس معد الحلقة من وضع مشهد يحمل إساءة بالغة لغطاء الوجه الذي يعده الملايين في العالم الإسلامي واجبا دينيا وليس مجرد تقليد مجتمعي يجوز لممثل السخرية منه.
أيضا في حلقة اختلاط الطفل الشيعي بالسني والجيدة جدا فات فريق الإعداد الحرص على إبعاد كل ممثل لا يمثل قيم وأخلاق الإنسانية، فاكتشف الناس تغريدات اعتبروها ذات نفس طائفي في تغريدات أحد الممثلين، مما أثر كثيرا على تأثير الحلقة على الناس.
في الواقع لا تفسير لكل هذه الأخطاء إلا أنهم يتعاملون مع الفن كهواة لا كمحترفين، وهذا مؤسف جدا، لأنهم قادرون على إحداث الفرق بالقليل من المهنية.