تخوفا من حدوث انتفاضة شعبية تعجل باندلاع معركة تحرير صنعاء، قامت جماعة الحوثيين الانقلابية بحملة مداهمات واسعة شملت منازل العديد من الناشطين السياسيين، شمال وشرق وجنوب العاصمة، حيث اعتقلت العشرات وتوجهت بهم إلى جهات غير معلومة. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن عشرات العناصر المدججين بالأسلحة، مصحوبين بوحدة من نساء الانقلابيين شنت حملة دهم واسعة، مما أثار حالة من الهلع الشديد في أوساط السكان المدنيين. مضيفا أن الحوثيين أحاطوا ببعض المنازل، وأطلقوا النار في الهواء، قبل اقتحامها، مما تسبب في نشر الذعر بين السكان المحليين. وتابع قائلا "المتمردون باتوا يعانون بانتشار ما يعرف باسم "فوبيا الانتفاضة"، لذلك يسارعون إلى اعتقال كل من يتردد أنه مؤيد للمقاومة الشعبية، وهذا الأسلوب لن يفيدهم بشيء، لأنهم لو أرادوا القضاء على كل معارضيهم السياسيين فهذا يستلزم اعتقال كل سكان صنعاء، فالغالبية العظمى من اليمنيين يتوقون إلى اليوم الذي يتخلصون فيه من كابوس الحوثيين الذي جثم على صدورهم قرابة عامين، أذاقهم فيها من الويلات ما لم يروه طوال عمرهم".

إعاقة حركة السير

أضاف المركز أن نقاط التفتيش التي نشرها الانقلابيون بالعشرات على معظم الشوارع الرئيسية في العاصمة أحالت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، وجعلت الحركة في المدينة لا تطاق. كما أن المسلحين الذين يوجدون في تلك النقاط يكثرون من الاعتداء على المواطنين، بلا مبرر. كما اتخذ البعض فرصة وجوده في تلك النقاط مناسبة لتسوية حساباته الشخصية. مشيرا إلى أن معظم السكان اضطروا لإيقاف سياراتهم وعدم التحرك بها، لاسيما مع تزايد أسعار النفط والوقود. وتابع "بمجرد إعلان معركة تحرير صنعاء من الانقلابيين، وانطلاق أول طلقة من قوات التحالف العربي، فإن سكان صنعاء سوف يتحركون سريعا لاستعادة مدينتهم، وستكون انتفاضتهم حاسمة في وضع حد للانقلاب على الشرعية، ومعظم المواطنين نظموا صفوفهم لأجل القيام بهذا الدور الوطني، وهم مصممون على المضي في هذا الاتجاه، مهما كلفهم من تضحيات".



تسلل الثوار للعاصمة

وكانت الأنباء التي تحدثت عن تمكن المقاومة الشعبية من تسريب أعداد كبيرة من عناصرها إلى داخل العاصمة، بكامل أسلحتهم وعتادهم قد أصابت الحوثيين بالخوف الشديد، ودفعتهم إلى شن حملات تمشيط للعاصمة، بحثا عن تلك العناصر، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل. ومما أثار مخاوف الميليشيات أن عناصر المقاومة كثفوا من هجماتهم العنيفة بحق قوى التمرد، لاسيما في إقليم آزال، وهو ما يؤكد حقيقة وجودهم بكميات كبيرة، في انتظار إعلان ساعة الصفر للتحرك وإعلان الثورة على الجماعة المتمردة من داخل العاصمة. وبعد انتشار تلك المعلومات كثف الانقلابيون حملاتهم التفتيشية في كل أحياء صنعاء، لاسيما الخفجي والسنينة والقادسية.