شهد حفل المعايدة الذي نظمه نادي الأحساء الأدبي مساء أول من أمس في خيمة ابن المقرب الثقافية بمقر النادي، غيابا جماعيا كبيرا لأعضاء الجمعية العمومية للنادي، الذي يتجاوز عددهم 100 عضو ذكورا وإناثا، بينهم 28 عضوا تقدموا للترشح لمجلس إدارة النادي في دورته الجديدة الثالثة، إذ لم يتجاوز حضور حفل المعايدة سوى 14 مثقفا.
تحفظ على الغياب
أبدى عضو الجمعية العمومية في النادي رئيس قسم الإعلام والاتصال في كلية الآداب بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور سامي الجمعان، خلال كلمته في الحفل، تحفظه الشديد إزاء غياب شريحة كبيرة من أعضاء الجمعية العمومية، مضيفا بقوله: "كنت أنتظر، حينما أتيت للنادي هذا المساء، أن أشاهد من سجلوا في الجمعية العمومية، وحرصوا على التسجيل كأعضاء في الجمعية، حتى نراهم حقيقة ونرى مشروعهم الثقافي على أرض الواقع، وإيضاح أن نادي الأحساء الأدبي هو قضيتهم، وأن الثقافة على رأس اهتماماتهم، بيد أنني لم أجد ما كنت أنتظره عند حضوري للنادي".
نقص في الرؤية
قال رئيس أدبي الأحساء ظافر الشهري: "لا أجدني متفائلا كثيرا بانتخابات الأندية الأدبية المقبلة، إذ إنه لا يزال لدى العديد ممن انضموا للجمعيات العمومية في فترة التسجيل التي انتهت في الـ15 من شهر شعبان الماضي القناعة التامة أنهم جاؤوا ليس لاختيار أعضاء مجلس إدارة أكْفَاء، وإنما جاؤوا لمنح أصواتهم لأشخاص وفق تكتلات لا تبشر بالخير بقدر ما تعمق ثقافة التشرذم والانقسام". وأضاف: "والأدهى أن تجلب هذه الانتخابات لمجالس الإدارة في أنديتنا الأدبية من تنقصهم الرؤية في إدارة العمل الأدبي والثقافي في هذه المؤسسات الثقافية وفي التعامل مع أطياف المثقفين والمجتمع واحتواء الجميع". وتمنى من رؤساء الأندية الأدبية الحاليين أن يبتعدوا عن الترشح للفترة المقبلة، وأن تعطى الفرصة لدماء جديدة ووجوه جديدة، فلعل ذلك يؤصل لثقافة انتخابية نزيهة هدفها اختيار الأفضل والأكفأ، ولا شك أن المجالس الحالية قادت هذه الأندية وأنجزت ونقلت العمل الأدبي والثقافي في المملكة نقلات كبيرة على الرغم مما قيل ويقال من اتهامات ليست في أغلبها حقيقة".
غياب المقومات الثقافية
أكد الشهري على من يسعى للترشح لعضوية مجلس الإدارة أن يفهم أن رئاسة النادي أو أي منصب إداري فيه أو عضوية المجلس ليست مغنما، ومما يدعو للأسف أن وجوها لا تملك من مقومات العمل الأدبي والثقافي إلا وثيقة تخرج كتب فيها بكالوريوس لغة عربية، لم تدخل هذه الأندية في حياتها إلا عند التسجيل في الجمعية العمومية، وعند الانتخابات، وبعد ذلك تنسى أن هناك أندية أدبية، فما معنى أن يتجاوز عدد الجمعية العمومية في بعض هذه الأندية أربع مئة وربما ست مئة في حين لا يتجاوز حضور الفعاليات أحيانا أصابع اليد، وعندما تدعى الجمعية العمومية بعد الانتخابات لاجتماعها العادي لا يكتمل النصاب.