أكد الناقد علي ناجع أن استلهام الفنان التشكيلي لنص إبداعي من فن آخر مثل النصوص الشعرية لا يعني مطابقة لوحته الفنية مع النص الشعري أو ترجمته حرفيا. وأكد أنه "من الأهمية قراءة الفنان بشكل جيد للقصيدة واستيعابه لها، والخروج بتناص وعمل فني يتجاوز القصيدة، إن لم يجعلها نصا سابحا وثانويا داخل سياقات تشكلها الإبداعي".
وذكر ناجع أنه أثناء قراءته للوحة الفائز بالمركز الثالث في جائزة عكاظ فرع "لوحة وقصيدة" سعيد هلال الزهراني، تناولها من جانبين الأول" الرؤيوي والآخر صناعي"، مشيرا إلى أنه يحسب للفنان تماسك لوحته شكليا.
الرؤية
يرى ناجع أن "أسلوبية وطبيعة تشكيل المنتج لدى الفنان قد حفت بمحددات الرؤية، لتأتي قراءته للقصيدة غير مستبطنة لمعانيها فتناولها من شكلها الظاهر، وبتوصيف غلب عليه طابع البناء التشكيلي العام لأعماله، ولم يمنح الفنان الفرصة للإيغال في فهم ومقاربة تناصيه مع القصيدة ليحلق في أبعادها أو يستطيع سبرها والنفاذ إلى مكمونها وملامسة بعض نوابض شعريتها".
الصناعة
يتابع ناجع تحليله للوحة "تمسك الفنان بالبناء والتوزيع المتجانس في فضاء الحيز التشكيلي حين احتلت البنية المهيمنة واجهة اللوحة وثلاثة أرباع فضائها ليكون هذا العنصر هو الكتلة الرئيسية التي تشي بأهميتها التكوينية فيما أفرد الكثير من عناصره الثانوية والرمزية على وجه الخصوص كالتفاحة في أوضاعها المختلفة التي جاءت مرسومة بشكل مباشر وعاري الدلالة ليحمل العمل الموتيفي وحركة العناصر وتموضعاتها الزخرفية مهمة في إيصال المعاني وإحداث المقاربة مع النص الشعري.
وكان يمكن لو استخدم ألوانا من الألوان النضرة والضوئية والسحرية لأمكنه ملامسة المحتوى الرومانسي في فضاء القصيدة".
القصيدة
تفاحة جرحت بالدر من فيها
أشهى إليَّ من الدنيا وما فيها
حمراءُ في صفرة علت بغاليةٍ
كأنما قطفتْ من خد مهديها
جاءت بها قينةٌ من عند غانية
نفسي من السقم والأحزان تفديها
لو كنتُ ميتاً ونادتني بنغمتها
لكنتُ للشوق من لحدي ألبيها