أكدت مصادر عراقية أن الحشد العشائري الذي يضم متطوعين من أبناء العشائر، دخل مدينة الفلوجة، السبت الماضي، وفقا لاتفاق بين حكومة الأنبار المحلية والقوات الأمنية، مشيرة إلى أنه تم تكليف متطوعي العشائر بحفظ الأمن والسيطرة على الأرض داخل الفلوجة ومحيطها، ولافتة إلى أنه تم العثور على ثلاثة سجون سرية تابعة لتنظيم داعش وإطلاق السجناء منها.
وأوضح رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت أن مهمة الحشد العشائري محددة بمسك الأرض مع قوات من الشرطة المحلية، فضلا عن المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة لحين عودة النازحين إلى مناطق سكنهم.
وأشار إلى أن لواء درع الفلوجة التابع للحشد العشائري سيقوم بحماية المقار الرسمية والجسور ومحطات الماء والكهرباء في الفلوجة، لافتا إلى افتتاح مراكز للشرطة في معظم أحياء المدينة.
وجاء اتفاق حكومة الأنبار المحلية مع القوات الأمنية على إعطاء دور لفصائل الحشد العشائري لحفظ الأمن في الفلوجة، استنادا إلى مطالبات مجلس محافظة الأنبار لمنع دخول ميليشيات الحشد الشعبي إلى المدينة.
خروقات الحشد الشعبي
قال عضو المجلس، محمد ياسين، إنه قبل انطلاق عمليات تحرير الفلوجة اشترطت المحافظة على القادة الأمنيين منع الحشد الشعبي من الدخول إلى المدينة، لتفادي تكرار ما حصل في محافظة صلاح الدين، فضلا عن الحد من الأعمال الانتقامية.
وأضاف أنه "على الرغم من التعهدات إلا أن الحشد الشعبي تورط في خروقات وانتهاكات بحق السكان، وهناك أكثر من 600 شخص من أهالي الصقلاوية القريبة من الفلوجة في عداد المفقودين، مبينا في هذا السياق "أنه تمت مخاطبة الحكومة المركزية لمعرفة مصيرهم، وأوعز رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات اختفاء أبناء الصقلاوية وحتى الآن لم تصل اللجنة إلى نتائج".
3 سجون
قال العميد بالحشد العشائري أحمد البيلاوي، إنه عقب دخول الفلوجة عثر على ثلاثة سجون سرية أقامها تنظيم داعش في أحياء المعلمين والصناعي ونزال، لاعتقال الشباب والرجال الذين رفضوا التعاون مع التنظيم، لافتا إلى تحرير أكثر من 320 سجينا تم نقلهم إلى المراكز الصحية في محافظة الأنبار، لإصابتهم بأمراض جلدية وتعرضهم للتعذيب الجسدي.
عودة النازحين
في إطار حرص حكومة الأنبار المحلية على إعادة النازحين إلى قضاء الفلوجة في أقرب وقت ممكن، قال نائب رئيس مجلس المحافظة فالح العيساوي إنه تم توجيه دوائر المياه والكهرباء والبلديات بالعمل داخل الفلوجة لتأمين عودة النازحين في موعد أقصاه نهاية الشهر الجاري، مناشدا المنظمات الدولية مساعدة حكومة الأنبار المحلية لتقوم بإعمار المدن المحررة في المحافظة.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أعلن عن تشكيل لجنتين متخصصتين بالجانب الإنساني وحماية المدنيين النازحين من مدينة الفلوجة للتحقيق في الادعاءات التي تثار حول النازحين، والعمل على تسريع التدقيق الأمني، إضافة إلى المضي بمتابعة وتوفير احتياجات العائلات النازحة وتأمين مستلزمات إعادة الاستقرار.