وجه وزير الإعلام اليمني الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي انتقادات حادة للمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على خلفية لقائه بالمخلوع علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يعتبر طعنة في ظهر الشرعية الدولية، لأنه جمع بين ممثل الأمم المتحدة وشخص خارج على القانون، صدرت بحقه عقوبات دولية ومذكرة اعتقال من المنظمة الدولية نفسها، على خلفية جرائمه التي ارتكبها في اليمن. كما سبق للأمم المتحدة تأكيد أنه حول قرابة 61 مليار دولار من أموال الدولة لحسابه الشخصي.


 




مفهوم خاطئ

وقال قباطي في تصريح إلى "الوطن" "للأسف فإن تعامل ولد الشيخ مع وفدي المفاوضات لم يكن بالصورة المطلوبة، فهو يساوي بينهما، ولا يراعي حقيقة أن هناك سلطة شرعية ووفدا انقلابيا، وهو ما يمكن اعتباره محاولة فاشلة لشرعنة الانقلاب. أما أكبر الأخطاء التي وقع فيها لقاؤه بالمخلوع صالح، الذي يعتبر مطلوبا للعدالة الدولية بموجب قرارات الأمم المتحدة، التي فرضت عليه عقوبات دولية، وكان بإمكانه مقابلة قيادات أخرى في حزب المؤتمر الشعبي العام، ونرى أن اللقاء أدى إلى نتائج عكسية، وبدلا من أن يؤدي لتعزيز مناخ بناء الثقة وإنجاح أي مشاورات قادمة، فإنه وجّه ضربة قاصمة لكل المحاولات الرامية لإيجاد حلول سياسية".





 


 


غياب الوضوح

أضاف قباطي إن ولد الشيخ بدأ يتصرف كأنه مصلح اجتماعي أو وسيط، بينما دوره في الأساس ينحصر في كونه مبعوثا أمميا لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وأضاف "مهمته الأساسية تنحصر في تسهيل تنفيذ القرار الدولي، وترتيب المشاورات التي تؤدي لتحقيق هذا الهدف، إلا أنه ظل للأسف خلال الفترة الماضية يحاول لعب دور لا يتوافق مع فكرة إنجاح تلك المشاورات، التي كانت تقتضي أن تكون لأسبوعين، إلا أن الطرف الآخر رفض القرار، وامتنع عن تنفيذه، وبالتالي يعتبر رافضا للمرجعيات التي تقوم عليها المشاورات، لذلك لم يكن هناك مبرر لاستمرار المباحثات لفترة أطول، وكنا ننتظر منه موقفا واضحا إزاء ذلك التعنت، إلا أنه لم يفعل ذلك، رغم أن المشاورات ظلت تراوح مكانها، في الوقت الذي استمرت فيه اعتداءات الانقلابيين، التي دمرت البنية التحتية، وشردت المواطنين وهدمت منازلهم، وتعمدت الإضرار بالمدنيين، وواصلت قصفها العشوائي واستهدفت الأحياء السكنية، وهو ما يعتبر جريمة إبادة جماعية، في ظل صمت تام من الأمم المتحدة. كما أن الهيئات التابعة لها وكذلك تقارير ولد الشيخ لم تكن أمينة في إحاطة المنظمة الدولية بتلك التجاوزات والانتهاكات. ولم يقم بشرح المعاناة التي يكابدها اليمنيون".