رفضت القوى السياسية في مصر، استدعاء الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال المصري في طهران، على خلفية مشاركة نواب برلمانيين مصريين في مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس. وشددت القوى السياسية على تأييدها رد الخارجية المصرية الذي وجهته لإيران بأن البرلمان المصري يتمتع بالاستقلالية التامة، وأن مصر ترفض التدخل في شؤونه.

وكانت التوترات قد تصاعدت أمس بين القاهرة وطهران، على إثر السلوك الإيراني الأخير، فيما أجمعت القوى السياسية على أن "مشاركة مصر تأتي رداً على إصرار إيران على المضي في برنامجها النووي، فضلاً عن تدخلها في الشأن العربي، ومحاولاتها استغلال فتيل الأزمات لتحقيق أطماعها في المنطقة".




تصاعدت أمس حدة الخلافات المصرية الإيرانية، على خلفية استدعاء وزارة الخارجية الإيرانية، رئيسَ مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران السفير خالد عمارة، لمشاركة مصر في مؤتمر المقاومة الإيرانية الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس أخيرا، معتبرة أنه "تدخل في شؤون إيران الداخلية".


وأجمع سياسيون مصريون على أن "مشاركة مصر تأتي ردا على إصرار طهران على المضي قدما في إستراتيجية غموض برنامجها النووي، فضلا عن تبنيها سياسة التدخل في الشؤون الدول العربية، إذ إنها لم تتخل عن برنامجها الصاروخي دون التصريح علانية عما إذا كان مصمما لحمل رؤوس نووية أم لا، وتحاول في ذلك استغلال فتيل الأزمات في المنطقة، واللعب علانية في منطقة الخليج ومصر".





 




استهداف مصر

قال الباحث المتخصص في شؤون إيران، اللواء أسامة الجريتلي، إن مصر لا يمكن أن تتجاهل تصريحات قائد قوات الباسيج، الجنرال محمد رضا نقدي، في فبراير 2014 من أن إيران تسعى إلى تطويق إسرائيل بإنشاء وحدات لقوات الباسيج في مصر والأردن، وهو ما جعل مصدرا عسكرا مصريا يرد بسرعة أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بوجود أي ميليشيات مسلحة أجنبية داخل الأراضي المصرية، وأن من يحاول التسلل إلى مصر سيكون مصيره الموت.

وأضاف، أنه تبع ذلك استدعاء رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة في أبريل 2014 احتجاجا على إجراءات إيرانية مناهضة للأمن القومي المصري، منها لقاءات بين قيادات إيرانية مع قيادات لجماعة الإخوان خلال وجودها في الحكم للسيطرة على الأوضاع الأمنية، إضافة إلى التحركات الإيرانية الكبيرة بعد ثورة 30 يونيو والمد الشيعي في عدة محافظات، فضلا عن دعم ما يسمى بجيش مصر الحر في ليبيا.


 




محاربة الإرهاب

كان مجلس النواب المصري أصدر بيانا على موقعه الرسمي، يفيد بمشاركة وكيل المجلس، سليمان وهدان، في فعاليات مؤتمر المعارضة الإيرانية، ونقل البيان عن وهدان قوله إن "مشاركة مصر تأتي في إطار دعمها لكل الشعوب التي تبحث عن الحرية، وكل المنظمات العاملة في هذا المجال، ومن منطلق حرص مصر على محاربة الإرهاب، كذلك دعم حق الشعب الإيراني في الداخل والخارج في البحث عن الحرية".


 




اختراق المجتمع

أوضح المتحدث باسم ائتلاف الدفاع عن الصحب وآل البيت، علاء السعيد، أن "الأحداث التي تشهدها المنطقة تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أنه ليست هناك أي فروقات بين تيار إصلاحي وآخر متشدد في طهران، فضلا عن تسخيرها التيارات الشيعية في مصر بما يضمن لطهران تنفيذ أجندتها ومصالحها الخاصة في مصر، وهي مصالح ليست غريبة على نظام حكم الملالي في طهران، إذ سعى هذا النظام إلى اختراق المجتمع المصري والوصول إلى عمقه، وهو الأمر الذي اضطر معه نظام الملالي إلى أن يكشف عن وجهه الإرهابي الحقيقي والقبيح، بتصدير عوامل العنف والتخريب والفوضى إلى مصر، عبر حدودها الشرقية والغربية والجنوبية".