وسط الإدانات المتواصلة للقصف الروسي لمواقع مدنية في حلب وغيرها من المدن السورية، قررت روسيا إطلاق ما أسمته بمعركة "الانتقام" رداً على إسقاط مروحية هجومية، طراز "مي-25" قرب مدينة تدمر، على أيدي عناصر تنظيم داعش الأسبوع الماضي، وقالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، إن وزارة الدفاع تدرس خيارين للانتقام من إسقاط المروحية، ومقتل طيارين روسيين، مبينة أن الخيار الأول يتضمن إرسال حاملة طائرات إلى شواطئ سورية. وحسب الصحيفة، فإن الخيار الثاني يشمل تكثيف الغارات الروسية على مواقع داعش، واللجوء إلى استخدام صواريخ مجنحة عالية الدقة تطلق بواسطة منظومات "كاليبر" من على متن سفن وطائرات حربية. وكانت قوى معارضة قد أدانت القصف الروسي للمدن السورية، وقالت إن الطائرات تستهدف مواقع المدنيين في الضواحي والأسواق، مخلفة أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.
رحيل الأسد
قال سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا، منذر ماخوس، إن موقف المعارضة السورية لن يتغير، ولن تقبل ببقاء بشار الأسد بعد بدء المرحلة الانتقالية. وأضاف أن الهيئة العليا لقوى المعارضة، ستناقش مشروعاً طرحه المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، يتعلق بعودة مفاوضات جنيف في نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل، وذلك بعد تعليقها منذ نحو شهر ونصف الشهر، مشيراً إلى أن هذا الموضوع سيكون أيضاً محل نقاش للتأكد من انتفاء الأسباب التي تم تعليق المفاوضات من أجلها، وهل هناك تقدم حقيقي على الأرض بما يسمح باستمرار عملية تفاوضية في الأفق لإحداث انتقال سياسي.
مجرمو حرب
أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موفق نيربية، أن من ثوابت الثورة السورية زوال نظام الأسد، وأنه لا يمكن أن يكون جزءاً من أي حل سياسي، كما أكد على رفض الائتلاف لوجود الأسد في أي مرحلة انتقالية مهما كانت مدتها وشكلها. وشدد نيربية على أن مجرمي الحرب من أمثال الأسد وأعوانه ليس لهم إلا المحكمة الجنائية الدولية، ولا يمكنهم المشاركة في عملية الانتقال إلى دولة سورية الجديدة. يذكر أن اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني في دورتها الـ 29 قد انطلقت في إسطنبول أول من أمس، وعلى جدول أعمالها بحث الوضع الميداني والإنساني، وتشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة، والتوسعة التركمانية، واللاجئين العالقين على الحدود الأردنية
تعويض الخسائر
فيما احتدمت المعارك بين المعارضة وقوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية وطيران روسي حول طريق الكاستيلو شمال حلب، فسر مراقبون استماتة الطرفين في السيطرة على الطريق إلى أهميته الإستراتيجية الكبيرة، حيث يعد حجر الزاوية في معركة حلب، علاوة على كونه آخر ممر يربط بين المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في مدينة حلب وريفها. وقال المراقبون، إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها تحاول تعويض الخسائر التي منيت بها أمام "جيش الفتح" في معارك ريف حلب الجنوبي، بتحقيق انتصارات نوعية تمكنها من قلب المعادلة.