تسارعت الأحداث في دولة جنوب السودان بصورة كبيرة، أمس، بسبب تفاقم الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس سلفا كير، وعناصر موالية لنائب الرئيس، رياك مشار، حيث أكدت مصادر من داخل العاصمة جوبا سقوط أكثر من 300 قتيل بسبب الأحداث، مضيفة أن الطرفين توسعا في استخدام الأسلحة الثقيلة، وأن أصوات انفجارات ضخمة سمعت في محيط مواقع المواجهات، مما أصاب السكان المحليين بالرعب. وتابعت المصادر بالقول إن عددا من الدول سارعت إلى إجلاء رعاياها من عاصمة الدولة الوليدة.

وبعد أن كانت الاشتباكات تتركز على محيط القصر الجمهوري الذي يقطنه الرئيس، كشفت المصادر أنها توسعت لتشمل منطقة "جبل"، التي يقطنها نائب الرئيس، وتضم معسكرا ضخما لقواته، جنوب غرب جوبا، إضافة إلى ضاحية "غوديلي" شرقي المدينة.


دعوات غير جادة

 


انتقد مشار مشاركة مروحيات تابعة للجيش الحكومي في المواجهات، وقال "تدخلت طائرتان حربيتان، تتبعان قوات الرئيس سلفا كير، وشنتا هجوما كبيرا، مما يظهر عدم وجود رغبة حقيقية في السلام"، حسب تعبيره.

إلى ذلك، قتل جنديان صينيان، وأصيب خمسة آخرون إثر سقوط قذيفة هاون على مدرعة كانوا يستقلونها وسط جوبا، وطالب المتحدث باسم الخارجية الصينية حكومة الجنوب بالتحقيق في الحادث، والعمل على تجنب استهداف قوات حفظ السلام. كما هاجم مسلحون مجهولون معسكرا للأمم المتحدة احتمى به آلاف المدنيين

ودعا الرئيس كير ونائبه مشار، القوات الموالية لهما إلى ضبط النفس ووقف القتال فورا، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع، مما دفع سياسيين إلى القول إن دعوة الزعيمين ليست جادة، ولو كانا يريدان وقف القتال لتمكنا من ذلك فورا.

 





القيادة الفاشلة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مجلس الأمن إلى فرض حظر للسلاح على جنوب السودان، ومعاقبة القادة السياسيين والعسكريين الذين يعرقلون تنفيذ اتفاق السلام، كما دعا إلى تعزيز قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية. وقال في تصريحات صحفية "حان الوقت لتعزيز عمل الأمم المتحدة على نطاق واسع، وعندما لا تستطيع حكومة حماية شعبها، أو لا تفعل ذلك، وعندما يكون قادة الأطراف المتحاربة أكثر عزما على إثراء وتمكين أنفسهم على حساب شعبهم فإن على المجتمع الدولي مسؤولية اتخاذ إجراء".

وتابع مون انتقاداته للقادة الجنوبيين، وقال "خذل قادة جنوب السودان شعبهم مرة أخرى. أي نوع من القيادة تلك التي تلجأ إلى الأسلحة الفتاكة وسياسة الهوية مرارا وتكرارا؟ إنها بلا شك قيادة فاشلة".