انتهى الموسم الرياضي واختتمت القنوات برامجها الرياضية وجاء رمضان وتوقفت الكرة عن التدحرج وما زال المشجع السعودي صامدا وبكامل طاقته التشجيعية المتفجرة وقواه الرياضية الجامحة وكأن الموسم الرياضي في منتصفه بعد أو في بدايته، إشاعات طفشانة، مصادر واتس آب، انتقادات للاعبين سعوديين في إجازاتهم أو مشاركاتهم داخل الحواري، نوم في حساب رئيس ناد، مناقشة حساب مركز إعلامي، اختيار أجانب للفريق، حتى وصل الأمر (الفضاوة) برئيس لجنة له سوابق مع الأهلي بالاتصال بطريقة ما بوالد لاعب ورد خبر انتقاله للنادي الأهلي محذرا إياه من ذلك، ومحاسبة مدير الاحتراف السابق فهد بارباع على عشر ثوان من برنامج سناب شات الخاص به، والاهتمام بمثل هذه الأمور وما هو أدنى يعكس الفراغ الذي يعيشه بعض المنتمين لهذا الوسط.
نعم أحب الرياضة وخاصة المدللة كرة القدم، لكني أن أسعى خلفها في كل وقت التوقف أو حتى التراجع يُشعرك بالاشتياق لها ويجعل عودتك أقوى هناك ما يستحق منك الاهتمام به أكثر من كرة القدم، خاصة أنها واقفة ونحن في شهر يجب أن نتسابق فيه لما هو أرقى، العب بها وحذاري أن تسمح لها بأن تلعب بك.
آخر ما كان يستحق التعليق عليه رياضيا هذا العام هو رحيل المسلم الشجاع محمد علي وما دونه خسارة للحرف وللوقت.. محمد علي الذي قال إن الله هو حارسي الشخصي، الذي رفض أن توضع نجمة باسمه (محمد) في ممر ووضعها على حائط، محمد علي الذي أعلن إسلامه بعد أن تُوج بطلا للعالم، الرجل الذي رفض الانضمام للجيش المحارب لفيتنام مما كلفه سحب اللقب، يقول أطير كالفراشة وألسع كالنحلة وصادق على ذلك وجوه خصومه كيف لا وهو طوال مسيرته الحافلة انتصر في 56 نزالا، 37 منها بضربته القاضية، اعتزل اللعبة لكنه لم يعتزل الدعوة للإسلام، للحرية، للسلام، محمد علي هو أحد أفضل الدعاة الفعليين للإسلام، محمد رجل لم يهزمه سوى المرض وقوة لا يقدر عليها إلا الله، رجل احترمه خصومه قبل أصدقائه.