"أبو جركل" شاب سعودي يطل علينا برأسه من الستينيات والسبعينيات الهجرية..!
هو لا يقدم أي مادة علمية أو ثقافية .. ليس بممثل أو شاعر أو لاعب كرة قدم.. شخص بسيط يقدم للناس يومياته عبر تقنيات التواصل الاجتماعي، بكل عفوية حتى أصبح محاطا بعشرات الآلاف من المتابعين والمعجبين!
هذه الشخصية موجودة عبر التاريخ.. الفرق فقط في الاسم والشكل وكيفية الوصول إلى الناس!
بدأت المقال بهذه الأسطر التعريفية لأحد مشاهير الإعلام الجديد، كي أقدّم وجهة النظر التالية التي ساقها لي أحد الأصدقاء، والتي لا أتفق معها بنسبة كبيرة؛ لكنني ملزم بعرضها من باب الموضوعية .. يقول الصديق الفاضل: "ما سأقوله قد لا يعجب الكثيرين وربما كنت منهم أخي صالح، خاصة أولئك الذين يتخذون موقفًا مضادًا من نجوم الإعلام الجديد، الذي ألاحظه هو محاربة هؤلاء وعدم الاستفادة من وهجهم المؤقت، مثل أبو جركل وغيره كما يفعل بعض الاقتصاديين؛ الذين أدركوا حجم الانتشار الذي يحققه هؤلاء، واستطاعوا أن يوظفوهم من خلال الدعاية للوصول إلى شريحة الشباب الواسعة، وقد لا تعلم، ولا يعلم كثير من زملائك أن هناك مشاهير في سناب شات يتقاضون أجرًا على الإعلانات يفوق أرباح صحيفة كاملة، والذي سيفاجئك أكثر - يقول صاحبنا - أن كثيرًا من مشاهير "سناب شات وإنستجرام" نساء يعملن من منازلهن، وأُثرين من الإعلانات، وليس لهن أي حضور في ملتقيات الإعلام الجديد"!
انتهت رسالة صاحبنا، وأقف أمامه في المنتصف، لا أضع هؤلاء في مكانة أكبر من مكانتهم كالذي يصورهم كقدوات مجتمعية، ولا أضعهم في المقابل في منزلة أقل من ذلك، كالذي يصف ما يفعلون بالخلل السلوكي في سماتهم الشخصية.. الذي أميل إليه هو استثمار هذه الطاقات، وتوجيهها، وتسخيرها لخدمة الفعاليات الشبابية والترفيهية.. اليوم لدينا (الهيئة العامة للترفيه)، التي تم الإعلان عنها الشهر الماضي، ولا أجد بأسًا من احتوائها لمشاهير الإعلام الجديد.. أنت لا تضم لفريقك بضعة أشخاص؛ بل ملايين الشباب الذين يتابعونهم ويلاحقونهم ليل نهار!