إرث قديم منذ أيام الهواية، تتداوله الأندية السعودية حول سرية العقود والمكافآت والحوافز، وأصبح إفشاء مثل هذه الأرقام أمرا في غاية الخطورة، وربما يتسبب في إنهاء العقد أو الدخول في مشاكل لا نهاية لها.

مثل هذا الأمر كنت أقبله أيام الهواية والاعتماد على أعضاء الشرف في القيام بالصرف على الأندية، ولكن اليوم، ونحن نعيش مرحلة مختلفة كليا، حيث الاحتراف والمداخيل والعوائد "المليوينة"، لم يعد مقبولا العمل في هذه السوداوية أو الظلامية ونحن أمام مسؤوليات المراجعة الداخلية والقوائم المالية والميزانيات المدققة.

أعجبني رئيس النادي الأهلي مساعد الزويهري في أحد اللقاءات التلفزيونية، وهو يتحدث عن عقود المدرب واللاعبين بكل شفافية ودون خوف، وهذا ما يجب أن يكون في كل الأندية، ويجب أن يتحرر الجميع من هذا الإرث، وأن تكون الأرقام بكامل أصفارها معلنة للجميع وأولهم الجمعيات العمومية والجماهير والإعلام لأن الأمر مرتبط بالمحاسبة.

مثل هذه العقود والأرقام يجب أن تعرض في الجمعيات العمومية للأندية، وأن يعرف الأعضاء كل التفاصيل عن الميزانيات والصرف المالي، وهذا دور أساسي من أدوار عقد الجمعيات العمومية، سواء العادية أو غير العادية، حيث اعتماد ومصادقة الميزانيات.

إن الإفصاح عن كل الأرقام المالية يجعل إدارة النادي في حِل من التشكيك والاتهامات، ولهذا، فإن اتحاد القدم تقع عليه مسؤولية نقل الأندية "إدارات كرة القدم" من تراث الهواية إلى فكر الاحتراف في التعامل مع الأمور المالية وضبط الميزانيات، والتعامل بوضوح مع المحاسبين القانونيين.