رغم مرور عام على الاتفاق النووي صعّدت إيران من وتيرة تدخلاتها السالبة في شؤون دول الشرق الأوسط، وتسببت في اندلاع العديد من أزماتها، مما دفع محللين سياسيين إلى القول إن الاتفاق لم ينجح في كبح جموح إيران وميلها إلى اختلاق المشاكل.
بعد مرور عام على الاتفاق النووي الإيراني، انتقد الكاتب آدم إيرلي، في مقال نشر بموقع مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، تساهل إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه نظام طهران رغم عدم تحقيق الاتفاق أيا من أهدافه، ولا سيما تفكيك البرنامج النووي الإيراني، موضحا أن آمال المدافعين عن الاتفاق باءت بالفشل، وأن مخاوفهم باتت أكثر ممن انتقدوا الاتفاق عند توقيعه.
وقال آدم إيرلي "إن أولئك الذين يعتقدون أن الاتفاق النووي سيكون بمثابة الخطوة الأولى لإيجاد ثغرة في بنية الجماعة الدينية الحاكمة في إيران، أصيبوا بخيبة أمل، حيث لا تزال القيادة الإيرانية في أيدي المتشددين والمناهضين لأي تغيير في إيران، كما لم تزل الجماعة معادية للغرب وحلفائه في المنطقة".
ويرى الكاتب أن انتخاب آية الله أحمد جنتي رئيسا لمجلس الخبراء في مايو الماضي، يدل على عدم وجود بوادر للتغيير في إيران، مبينا أن جنتي يعد الأكثر راديكالية بين المتشددين في إيران، خاصة بعد دعمه قرارا بقتل ابنه لانتمائه لمنظمة مجاهدي خلق عام 1980، كذلك مساهمته في منع مشاركة 3 آلاف من المرشحين الإصلاحيين من دخول الانتخابات البرلمانية في فبراير الماضي، عندما كان رئيسا لمجلس صيانة الدستور، إضافة إلى تعهده بصفته رئيسا لمجلس الخبراء بالإشراف على اختيار المرشد الأعلى القادم للبلاد.
سلوك إقليمي مشين
وأكد إيرلي أنه لا يمكن القول بأن إيران خففت من سلوكها الإقليمي، حيث يقاتل آلاف من الحرس الجمهوري إلى جانب قوات بشار الأسد في سورية، كما أن الميليشيات التي دربتها طهران ما زالت تمارس الاضطهاد وقتل السكان في العراق، وفي يونيو الماضي هدد قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني البحرين بانتفاضة دامية، وقبل ذلك تحدت إيران قرارات مجلس الأمن بإجراء تجارب للصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية.
واستشهد إيرلي بما قاله مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان، في تصريحات إعلامية، عن شعور الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء دعم إيران للجماعات الإرهابية، خاصة فيلق القدس وأنشطته داخل العراق وسورية وغيرهما من بلدان المنطقة.
تأزم الوضع الاقتصادي
وحسب الكاتب آدم إيرلي، فإن إيران لم تتحقق مفاجآت حيال الوضع الاقتصادي بعد رفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق النووي، مستشهدا في ذلك بملاحظات ذكرتها بوليتيكو ريتشارد في وقت سابق، من بينها أن الإيرانيين عملوا على الوصول إلى 100 مليار من أصولهم المجمدة بموجب الاتفاق النووي، في حين قال وزير الخارجية جون كيري إن إيران تمتلك 3 مليارات دولار فقط من هذا المبلغ، وعلاوة على ذلك، فإن معظم الشركات الأجنبية والبنوك ترفض عقد صفقات مع إيران لارتفاع نسبة المخاطرة".
ونقل الكاتب، عن المرشد الإيراني خامنئي قوله: بأن إزالة العقوبات كان على الورق فقط، وأن الولايات المتحدة لا تسمح للبنوك الأجنبية بالتعامل مع إيران، وأنها أوجدت "إيران فوبيا"، لذلك لا أحد يتعامل مع طهران.
وأضاف آدم إيرلي أنه رغم محاولات كيري تشجيع الاستثمار في إيران، إلا أن وزير الخزانة جاك ليو، أكد أن النظام المالي في الولايات المتحدة ليس منفتحا على إيران، وهذا الموقف لن يتغير.
4 ملاحقات أساسية
وأضاف آدم إيرلي أنه أصبح واضحا بعد مرور السنة الأولى منذ دخول الاتفاق النووي حيز التنفيذ أن إيران مستمرة في سلوكها السيئ تجاه حلفاء الولايات المتحدة، التي يجب أن تكون راسخة في مقاومة السلوك الخطير والانتهازية الإيرانية.
وقال إنه لحسن الحظ يوجد إجماع في أوساط الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة مواصلة الضغط على إيران، إلا أنه ينبغي على الكونجرس التصرف بحزم وعلى وجه السرعة تجاه أربع نقاط أساسية:
1 - تجديد القرار الصادر عام 1996، والمتعلق بفرض عقوبات على إيران لرعايتها الإرهاب وتطوير الصواريخ الباليستية، والذي ينتهي العمل به في نهاية العام الحالي.
2 - فرض عقوبات جديدة على إيران لانتهاكاتها المستمرة لأنظمة اختبار الصواريخ الباليستية.
3 - حظر أي مؤسسة مالية أميركية من توفير الدولارات لأي طرف يتعامل مع الكيانات الإيرانية.
4 - إجبار طهران على احترام حقوق الإنسان، ولا سيما أن واشنطن تغاضت عن استخدام أساليب وحشية تجاه المعارضة، كما تفوقت إيران في عمليات الإعدام على أي بلد آخر حتى الصين.