فيما فجر الانتحاري نائر البلوي نفسه بموقف للسيارات قرب المسجد النبوي متسببا في استشهاد 4 من رجال الأمن كان شقيقه الجندي بالأمن الدبلوماسي فايز البلوي يخدم ضيوف الرحمن طيلة شهر رمضان في الحرم المكي الشريف.
وقال فهد البلوي شقيق الإرهابي: "الإرهابي نائر لا يمثل إلا نفسه، وفي الوقت الذي فجر فيه نفسه بالحرم النبوي، كان شقيقي الآخر الجندي بالأمن الدبلوماسي فايز البلوي يحمي ضيوف الرحمن بالحرم المكي طيلة شهر رمضان، وأيضا خدم في الحج الماضي"، مشيرا إلى أنه قريبا سيترقى لرتبة جندي أول، لافتا إلى أن والدهم كان يعمل وكيل رقيب بحرس الحدود لأكثر من 20 عاما.
الإرهابي استغل العمرة
بعد أن أعلنت الداخلية في بيان لها أول من أمس أن منفذ الجريمة عند المسجد النبوي نائر البلوي ذو الـ26 ربيعا، أكد والده مسلم البلوي أن يوم 25 رمضان شهد آخر مكالمة من نائر لوالدته، أخبرها فيها بأن ذاهب للعمرة، لافتا إلى أنه أغلق جوالاته بعدها، في الوقت الذي أكد فيه أخوه فهد أن أخته اكتشفت مقطعا لداعش في جوال نائر قبل 3 أشهر، مشيرا إلى أنه أبلغ الداخلية في حينها.
وأوضح مسلم البلوي والد الإرهابي والذي يسكن في قرية السديد شرق محافظة الوجه لـ"الوطن" أن ابنه كان طبيعيا، ولم يلاحظ عليه أي تغير، وكان يأتي لهم في الشهر مرة أو مرتين، ولم يلاحظوا عليه أي صفات تشدد أو تدين غريبة، وأضاف "نبرأ إلى الله من جميع ما قام به المدعو نائر، وهو ليس ابننا، ولا يمثل عائلتنا، ومن يقتل ويفجر بقرب مسجد الرسول ليس منا، وولاؤنا لله ثم لدولتنا بقيادة الملك سلمان، وولي عهده، وولي ولي عهده، ونسأل الله أن يحمي بلادنا".
موظف مفصول
ذكر فهد البلوي شقيق الإرهابي نائر لـ"الوطن"، أنه قبل 3 أشهر اكتشفت إحدى أخواته مقطعا لداعش في هاتفه وأخبرته، وأضاف "أبلغت عنه عن طريق موقع أبشر بحالة اشتباه وأنه يتابع مقاطع لداعش وأوضحت بوجود صلة قرابة"، وقال: في ليلة العيد حضر إلينا مدير مباحث الوجه وقال هناك اشتباه وطلب أخذ عينات الدم لتحليل الDNA، وبعد صلاة العيد اتصلت علينا المباحث للحضور لهم أنا و3 من أخواني وتم أخذ أقوالنا وتم التبصيم عليها، وبالأمس طلبوا الوالد والوالدة وأخذوا أيضا أقوالهم".
وعن عمله، ذكر أخوه فهد أنه كان يعمل بجهة حكومية، وفصل، وبعد فترة تواصلنا معه وأخبرنا بأنه يعمل في إحدى شركات الاتصالات، وذهب أحد أخواني لمدينة تبوك حتى يتحقق من وضعه بعد أن أرسله الوالد، وقابل المدير الإقليمي للشركة وأخبره بأنه يعمل حارس أمن".
الذهاب للعمرة
وتابع فهد "اتصالاته بأمه قليلة جدا، وبعد قلقها عليه، اتصلت به للاطمئنان عليه والسؤال عن حاله يوم 25 رمضان، وكان آخر لقاء بينه وبين أمه في شهر 8 بقرية السديد، والوالد قابله في تبوك أول أسبوع من رمضان وذكر أن عنده دورة حاسب في شركة الاتصالات، وتناولنا السحور في بيت عمي ولم نلاحظ عليه أي تصرفات غريبة، وأضاف "نائر أخبر والدتي يوم 25 رمضان بذهابه للعمرة وقبل العيد سيعود لنا، وكررت الوالدة الاتصال عليه بعدها وجواله خارج الخدمة، فقلقت الوالدة. وأضاف "وقت التفجير كانت العائلة مجتمعة على صحن الإفطار، وبعدها ظهر خبر التفجير على الشريط الأحمر في التلفزيون، فرفعت الوالدة يدها تدعي على هذه الفئة الباغية التي ضيعت شباب المسلمين والتي قتلت رجال الأمن عند مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم تعلم بأن الجاني ولدها"، مشيرا إلى أن الخبر وصل لهم بشكل تدريجي، وزاد "في البداية ذكروا لنا بأنها حالة اشتباه، وبعدها حضر لنا اتصال وكان جميع إخواني متواجدين ما عدا نائر، وحينها تأكدنا أن الموضوع صحيح 100%، ونزل الخبر على الوالد والوالدة كالصاعقة، ووالدي تعب يوم العيد ووالدتي عندها ضغط وما زالت حتى هذه اللحظة متكئة على جنبها لا تتحرك من هول الصدمة". لافتا إلى أن عدد أفراد الأسرة 10 ، ستة ذكور، وأربع بنات، مشيرا إلى أن الإرهابي نائر هو الثالث بين الذكور، والرابع بين أفراد عائلته".
استنكار للجريمة
استنكر شيخ شمل قبيلة بلي الشيخ سليمان ببن رفادة في تصريحه إلى "الوطن" العمل الإرهابي الذي حدث بالقرب من المسجد النبوي الشريف من الإرهابي نائر، وأضاف "هذه أعمال لا يقرها دين ولا عقل، وإننا نبرأ أمام الله من هذا الهالك الذي لا يمثل إلا نفسه".
وتابع "أنا وجميع قبيلة بلي وغيرهم من القبائل الأخرى نستنكر هذا العمل البشع، وهؤلاء الإرهابيون لم يراعوا حرمة المكان والزمان، وهذه الفئة التي شوهت صورة الإسلام لم يسلم منهم أحد ووصل بهم الأمر إلى قتل الوالدين وهذه لم أسمع عنها في السنين السابقة، ونسأل الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ويرزق ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي مصابهم وأن يحفظ الله هذا الوطن تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده".