واصلت الصحف البريطانية انتقاداتها العنيفة لرئيس الوزراء الأسبق، توني بلير، عقب صدور تقرير تشيلكوت، الذي أكد خطأ البيانات التي ساقها بلير لتبرير غزو العراق، وأن بغداد لم تكن تملك أي أسلحة دمار شامل.
وقالت صحيفة "ذي صن"، "بلير ما زال يناقض الحقائق، ويزعم أن العالم أفضل حالا وأكثر أمانا، بسبب انضمامه إلى الهجوم الذي شنه جورج بوش على العراق، ويحاول خداع الجميع بالقول: إن التخطيط لما بعد الحرب كان كارثيا، ويتجاهل حقيقة أن الغزو من أساسه كان خطأ وغير مبرر، وهذا كل ما يقر به وهو لا يرى سببا للاعتذار عن قراره خوض الحرب، ويصر على أنه سيفعل الشيء نفسه مجددا، إذا عادت عقارب التاريخ إلى الوراء، مؤكدا أنه لم يكن لديه خيار آخر، وهذه قمة الهذيان".
وأضافت الصحيفة "بلير كان على الدوام مهووسا بإرثه كرئيس وزراء، ربما كان يحلم أن يكون مثل بطل حرب أميركي، مع كل ما يتصل بذلك من منافع مجزية، والبريطانيون سوف يذكرونه بدلا من ذلك على أنه أشعل عاصفة من الإرهاب في عالم ضعيف وغير مستقر".
تمثيل بارع
تساءلت صحيفة ديلي تليجراف عن الحزن الذي أبداه بلير رغم رفضه الاعتذار، وقالت "ما الذي نفهمه من هذا؟ نداء صادق صادر عن رجل محطم من أجل أن نتفهمه أم مجرد تمثيل؟ وتجسيد بارع للشخصية"، مشيرة إلى أن بلير ما زال على قناعاته القديمة التي أوصلت العالم إلى ما هو عليه من إرهاب وعدم استقرار، بسبب الإطاحة بأنظمة حكم قائمة، وإن كانت فاسدة، إلا أنها على الأقل أفضل من انتشار حالة الإرهاب والقتل العشوائي، حسب قولها.
وتساءلت الصحيفة عن مصير الجنود البريطانيين الذين سقطوا خلال الحرب، وما إذا كان بإمكان عائلاتهم رفع دعاوى ضد رئيس الوزراء الأسبق، مشيرة إلى أن تقرير تشيلكوت لم يحسم هذه المسألة، فهو وإن أكد خطأ المشاركة في الغزو، إلا أنه لم يحدد ما إذا كانت هناك مسؤولية مباشرة على بلير أم لا.
استمرار العجرفة
أما صحيفة جارديان فقالت في مقال للكاتبة آن بركنز "التشكيك في صدق أحد يبدو غير جيد في مثل هذه الظروف، لكني رأيته بمظهر الذي يريد أن يبدي تأثرا غير حقيقي، لذلك، مثل ملايين الناخبين لم أعد أثق به".
وأضافت "بلير مذنب في المقام الأول، لأنه يصر على الاحتفاظ بعجرفة لم تضعف في تبرير أفعاله، وهو ما تؤكده كلماته في المؤتمر الصحفي الذي عقده أول من أمس، لتبرير مشاركته في الحرب".