بدأ كثير من الدول في الآونة الأخيرة بتقنين الاستعانة بالعلاج النفسي إلى جانب العلاج الجسدي، في التعامل مع الحالات التي تعرضت لصدمات نفسية جراء الحوادث، والزلازل والبراكين، والكوارث الطبيعية، والعمليات الإرهابية التي يتعرضون لها بمختلف أشكالها.
الكرب النفسي
قال أستاذ الطب النفسي البروفيسور طارق الحبيب لـ"الوطن"، إن "الحالة التي يمرّ بها المصابون من حوادث الزلازل والبراكين والانفجارات بـ"الكرب النفسي"، وهي حالة تأتي بعد الصدمة من وقوع الشيء، وغالبا ما تلي المفاجأة بشيء مرعب خارج عن العادة، وهي بالطبع الحالة لا تأتي بعد وقوع شيء معتاد أو متوقع حدوثه كالرسوب في الدراسة".
توتر دائم
أوضح الحبيب أن "هذه الحالة النفسية تجعل الشخص المصاب بها يستعيد الموقف الذي وقع فيه جراء الحادثة، وكأنه شريط فيلم، أو مشهد من فيديو يحدث أمامه، فيزداد قلقه وتوجّسه، ويتجنب أي شيء يذكّره أو يعيده إلى الوراء من مكان أو زمان أو تفاصيل للحادثة، وإذا طرأت على باله أية تفاصيل عندئذ تنتج لديه حالة من التوتر الدائم".
العلاج
أبان أستاذ الطب النفسي أنه "ليس كل من يتعرض لمثل هذه الأحداث سواء الزلازل أو البراكين أو التفجيرات سيصاب بالكرب النفسي، فالبعض ربما يصاب بها بعد فترة طويلة من زمن وقوع الحادثة".
وعن سبل العلاج قال إن "المعالجة من هذه الحالات تعتمد على جلسات العلاج النفسي في حالات أقل، أو ربما يصبح الإنسان في حاجة إلى بعض العقاقير الطبية، ولا يحتاج المصاب في العادة إلى التنويم والمتابعة، إنما للمراجعة من فترة إلى أخرى".وحدد الحبيب ثلاثة أعراض لما يسمى بـ"الكرب النفسي"، أولها عملية استرجاع الموقف أو الحدث كتسلسل فيلم في ذهنه؟، ثانيها زيادة القلق والتوجس الداخلي، وآخرها الخوف من أي شيء ربما يذكر بالواقعة".