فيما أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعزم بلاده منح الجنسية التركية للاجئين السوريين الذين اضطروا للجوء إلى تركيا بسبب الحرب الدموية في بلادهم، ترحيبا واسعا بين اللاجئين الذين يتعدى عددهم الـ2.7 مليون شخص داخل تركيا، قال مراقبون إن التصريح لم يوضح كيفية تنفيذ هذه الفكرة أو المستفيدين منها أو الشروط التي ينبغي توافرها في السوري لكي يمنح الجنسية التركية، كما أثار مقترح إردوغان عاصفة من الاستنكار في وسائل التواصل الاجتماعي بتركيا. وأشارت نتائج استطلاعات الرأي إلى أن أقل من 10% من الأتراك فقط يؤيدون فكرة منح الجنسية للاجئين السوريين.


مكاسب سياسية

علقت أحزاب المعارضة التركية على مقترح إردوغان المفاجئ بأنه ليس إلا خدعة سياسية يريد إردوغان منها تعزيز قاعدته الشعبية قبيل الانتخابات المقبلة، أو قبل أي استفتاء قد يقرر إجراؤه لتعزيز سلطاته الدستورية. وأضافت أنه إذا نفذت هذه الفكرة سيكون بإمكان أكثر من مليون ونصف المليون سوري التصويت في الانتخابات المقبلة. وإن الرئيس التركي بإعلانه منح الجنسية للاجئين السوريين، يسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية من خلال إيجاد مستودع للأصوات الانتخابية المؤيدة له، إضافة إلى إعطاء دفعة جديدة لسوق العمل التركية.

وكانت تصريحات إردوغان التي أطلقها قبل أيام قد أثارت حالة من الجدل في عموم تركيا، خصوصا عندما قال بأنه "متأكد بوجود إخوة سوريين يريدون الحصول على الجنسية التركية ووزارة الداخلية اتخذت إجراءات في هذا الموضوع وستقوم بما تستطيع القيام به من خلال مكتب ستخصصه من أجل مساعدة إخوتنا وتقديم هذا الدعم لهم، ومنح الجنسية".


 







استفسارات ملحة

أشار مراقبون إلى أن تلك التصريحات ليست الأولى، بل سبقتها تصريحات في شهر مارس الماضي، حين قال إن بلاده تعمل على استثمار الطاقات والكفاءات السورية، بمنحها الجنسية التركية حتى "لا تهاجر هذه العقول إلى دول أخرى". وقال المراقبون إن هذه الخطوة جاءت أيضا بعد أشهر من المفاوضات التي جرت بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول توطين ودمج اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب، والذين تبدو فرصتهم بالعودة إلى بلادهم قريبا بعيدة المنال، مشيرين إلى أن ذلك يزيد الاستفسارات حول حقيقة منح أنقرة السوريين الجنسية التركية للاستفادة من خبراتهم، أم أن الأمر أكبر من تركيا ويأتي في إطار المتغيرات التي ستشهدها المنطقة برمتها قريبا؟.