تدرجت إستراتيجية اليأس التي يستخدمها الإرهابيون خلال عقدين من الزمن ضمن 5 مراحل مختلفة تكشف كل مرحلة منها فشل التنظيم في تحقيق أهدافه وفي استقطاب مزيد من الكوادر والذي ظهر واضحا في العمليات الإرهابية الأخيرة، والتي أظهرت تخبط التنظيم وفشله وضعفا في قدرات وخبرة الكوادر التي يستقطبها.
تسجيل موقف
يرى الباحث والخبير في الجماعات المتطرفة فهد الأحمري أن العمليات الأخيرة لداعش أظهرت حالة الفشل التي يعيشها التنظيم، والتي تعتمد على الانتحار لمجرد الانتحار، حيث إنه لا يستطيع التراجع عن أداء مهمته التي أرسل لها حتى لو ظهر لديه عدم نجاح العملية، وذلك لصعوبة تراجعه من نواح عديدة أهمها أنه مهدد بالقتل في حالة التقهقر والنكوص، لذلك يقدم نفسه أشلاء قرب الموقع المستهدف لتسجيل موقف بإحداث الرعب والهلع للناس وإثبات الإقدام بدلا من الانكفاء والإحجام الذي سيعقبه إما الوقوع في أيدي رجال الأمن أو ملاحقة التنظيم له وقتله شر قتلة.
تغيير الإستراتيجية
يشير الأحمري إلى أن التدرج الذي مرت به الجماعات المتطرفة في استهداف أمن المملكة يظهر فشلهم في القبول وفي استقطاب مزيد من المؤيدين، فيتم تغيير الإستراتيجية الفكرية ليستقطبوا مجموعات مختلفة يمكن أن تقبل بالأفكار والأهداف الجديدة، مضيفا أن إبطال عمليات انتحارية في ثلاث مناطق مختلفة تماما وفي يومين متتاليين وأوقات متقاربة لحد ما ليس بالأمر السهل أبدا مقابل العمليات التي تضرب دولا كبرى وصغرى دون التمكن من صد أي منها، وما حدث حقيقة هو تخبط واضح لدى التنظيم الداعشي المجرم، فقد انتهك حرمة الشهر الفضيل، بل تجاوز الحد في محاولة الوصول إلى مسجد رسول الله، عليه الصلاة والسلام، حيث لم يحترموا هيبة مقام النبوة وقبر المصطفى، وهم بهذا قد تجنوا على أنفسهم بهذه الفعلة الشنيعة وقضوا على أي تعاطف كان البعض يحمله لهم عن جهل.
عملية فاشلة
أكد الباحث والخبير في الجماعات المتطرفة أن الأحداث الأخيرة تكشف عن إستراتيجية تخبط للتنظيم، فهذا العمل الدنيء كفيل باجتماع الكلمة بمحاصرتهم جسديا وفكريا للقضاء عليهم، لأن الدولة تتحلى بالحلم والحكمة غير أن الأمر وقد وصل لمسجد النبوة وقبره الشريف يعد شيئا مختلفا تماما، وسيصل التصعيد عليهم وللمحرضين لأقصاه من كل الأطراف حكومة وشعبا، مشيرا إلى أن هذه العملية الفاشلة قرب المسجد النبوي تعيد إلى الأذهان جريمة جهيمان وزمرته في أول يوم من شهر الله الحرام مطلع سنة 1400، حيث احتلوا الحرم المكي وأغلقوا الأبواب على من فيه وعطلوا الصلاة أسبوعين كاملين وسفكوا الدماء في البيت الحرام.