كشف القنصل الفرنسي السابق في جدة والباحث في تاريخ الجزيرة العربية، الدكتور لويس بلين عن مشروع جديد لعمل موسوعة شاملة عن مدينة جدة والحجاز باللغتين العربية والفرنسية. وقال في حديث لـ"الوطن" بعد انتهاء فعاليات معرض احتضنته جدة مؤخرا في "قاعة "جاليري آر"عن رحلة حجاج جزائريين قبل أكثر من 100 عام: قامت القنصلية الفرنسية في جدة بعملية مسح لمعظم المصادر الفرنسية عن تاريخ الحجاز ونجد، منذ وصول الفرنسيين لجدة عام 1839 السنة التي افتتحت فيها القنصلية الفرنسية في جدة، والحقيقية أن هذه المصادر غزيرة وغير مستغلة وغير معروفة من قبل الجمهور والمؤرخين من الطرفين.

وأضاف بلين: أولى المبادرات التي عملنا عليها كانت في 2013 بمعرض صور عن التاريخ المعماري للجدة، والمبادرة الثانية 2014، ويعد المعرض الأخير المبادرة الثالثة التي وثقت رحلة الحجاج الجزائريين، وهي سلسلة صور عن جدة وينبع نادرة جدا.


مشاريع مستقبلية

 


أكد الدكتور لويس بلين أنه يعمل حاليا على استكمال هذه المشاريع، وقال: سنكمل هذه المبادرات عن طريق مركز الملك فيصل للدراسات، حيث إنني باحث زائر في المركز، وقد جمعت كل المؤلفات الفرنسية عن مدينة جدة والهدف تكوين موسوعة عنها باللغتين العربية والفرنسية، وهناك مشاريع مستقبلية تغطي بقية مدن المنطقة".

وعن أبرز ما احتواه المعرض الأخير في قاعة "جاليري آر" بجدة قال: المعرض الفوتوجرافي، كان توثيقا لرحلة حجاج جزائريين من خلال 50 صورة منوعة ونادرة تعرض مراحل تنقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة، عن طريق جدة وينبع، وتسلط الضوء على الحياة فيها، صحب ذلك محاضرة ألقيتها، عرجت خلالها على رحلة باحث فرنسي يدعى " بول جيلوت" صحب حج عام 1950. وهي صور تعرض للمرة الأولى من الأرشيف الفرنسي.

وأضاف: زوار المعرض حصلوا على كتاب يوثق المعرض، وهو مترجم عن التقرير الذي كتبه جيلوت، خلال مصاحبته لرحلة الحجاج، والذي يحتوي وصفا لتفاصيل دقيقة عن الحياة في الحجاز، وهو نتاج عمل مشترك بيني وبين مختصين فرنسيين في تاريخ الجزيرة العربية وتاريخ الحج المعاصر، هما فيليب بيتريا ولوك شانتير والمترجم منير الأحمد".