في مؤشر على تفكك جماعة الحوثيين الانقلابية من الداخل، وانتشار الخلافات بين قياداتها، كشفت مصادر داخل الجماعة عن شروع زعيمها عبدالملك الحوثي في التمهيد لخلافة نجله جبريل، في قرار وصفه بعض القيادات بأنه يدق آخر مسمار في نعش الحركة، لاسيما أنه ارتبط بمحاولات جادة لتهميش إخوته، وكذلك أبناء شقيقه حسين، مؤسس الجماعة، الذي لقي مصرعه خلال الحروب التي دارت مع الجيش اليمني.

تهميش وإبعاد

قالت المصادر إن يحيى الحوثي، الشقيق الأكبر لعبدالملك هو الذي يستحق قيادتها في الوقت الحالي، حسبما يؤكده بعض قيادات التمرد، إلا أن سفره إلى ألمانيا وإقامته فيها خلال الفترة الماضية حرمه من ذلك، وأتى بعبدالملك إلى منصب القيادة، وبعد الانقلاب الذي قامت به الجماعة على الحكومة الشرعية في سبتمبر 2014، عاد يحيى مرة ثانية إلى اليمن، على أمل لعب دور قيادي، إلا أن عبدالملك تعمد تهميشه ولم يعهد إليه بأي منصب قيادي، بل عهد إليه برئاسة لجنة المظالم، وهي لجنة ثانوية لا يملك رئيسها أي صلاحيات فعلية".

مضت المصادر بالقول "يحيى الحوثي يملك خبرة سياسية تفوق التي يملكها شقيقه عبدالملك، فقد كان عضوا في البرلمان بعد فوزه في انتخابات 1997، ونال عضوية المجلس مرة أخرى في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في 2003، لكنه غادر إلى ألمانيا عقب اندلاع الحرب الأولى بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في يونيو 2004، وكان حسين يهيئه ليكون الرجل الثاني في الجماعة، لذلك أصبح بمثابة الذراع السياسية للحركة خلال السنوات اللاحقة، وهو يحظى بقبول كبير وسط مؤيدي الحركة".

خطوات التوريث

ولأجل مواصلة تهميش شقيقه، أتى عبدالملك بابن عمه، محمد علي الحوثي رئيسا لما تسمى بـ "اللجنة الثورية العليا" التي تمسك بمقاليد الحكم، رغم أنه شبه أمي وليست له أي تجربة سياسية سابقة، وكان من أشهر تجار القات في صنعاء، لدرجة أن خصومه يتندرون عليه بذلك ويطلقون عليه لقب "الرئيس المقوت".

وتابعت المصادر بالقول "أبناء حسين الحوثي الثلاثة، أمير الدين، والحسن، وعبدالله يعانون من فرض إقامة جبرية على تحركاتهم، للدرجة التي لا يستطيعون فيها القيام بأي تصرف إلا بعلم عبدالملك وبعد موافقته، وكل ذلك بغرض تهيئة ابنه جبريل ليكون الزعيم الجديد للحركة، رغم أنه لم يتجاوز بعد السادسة عشرة من عمره".

ووصفت المصادر القرار الذي أصدره عبدالملك بعدم إطلاق لقب "السيد" إلا عليه شخصيا، بأنه خطوة جديدة في إطار حربه على أشقائه وبالذات يحيى، لإضعافه ونزع أي صفة دينية أو سلالية عنه.