أقدم لمعاليكم هذا البلاغ المعلن لأن موضوعه على الأرض معلن يعرفه الجميع، وقد شجعتني على تقديم هذا البلاغ لوحاتكم التي تزين الطرق عبر البلاد وتدعو إلى مكافحة الفساد.

أقدم هذا البلاغ لكم ضد وزارة النقل والمواصلات ووزارة الشؤون البلدية والقروية.

موضوع البلاغ: التنفيذ الناقص للطرقات ووضع المطبات الضارة بالمواطن.

قبل شهر زرت محافظة فيفا عن طريق أبوعريش ـ العارضة، وهو طريق حيوي يعبره الآلاف يوميا، ومنذ سنوات والعمل على توسيعه لم يكتمل، فضلا عن افتقاره للخدمات الإرشادية وإشارات السلامة الليلية، أما فيفا نفسها فطرقها كحدّ السيف من مال يمينا أو يسارا مات، وحين يموت تسجل الأخطاء عليه وعلى شركائه في الموت، وينجو الطريق من الإدانة. اضطر أهل فيفا أن يفتحوا طرقا في جبلهم على حسابهم، وهي أسوأ من الطرق الرسمية. والسؤال هو:

هل هذا مقصود للإيقاع بالناس في حبائل الموت؟ إن كان مقصودا ويتفق مع الغايات من وجودهما فأنا أسحب البلاغ وأعتذر. وإن كان ناتجا عن إهمال وفساد ذمم فأرجو مباشرة التحقيق في الحال.

في الأسبوع الأخير سافرت إلى جدة برّاً، ثم العودة، حيث تنتشر لوحاتكم "معا ضد الفساد" على طول الطريق. سافرت نهارا وعدت ليلا، ومثار استغرابي أنكم تعلقون لوحاتكم على طريق فاسد، فإن كانت هيئتكم الموقرة تحقق في الفساد عندما تراه فلماذا لم تفعلوا؟ وإن كانت الهيئة لا تعمل إلا بناء على بلاغ فها أنا أقدم هذا البلاغ.

هذا الطريق، وأنا مسؤول عن كلامي، على طوله (790) كلم لا تتوفر به الوسائل النظامية المكتملة تقريبا إلا في أقل من 10 كيلومترات شمال منطقة الحريضة!

هذه الكيلومترات الخمسة تلفت الانتباه لأنها شاذة عن بقية الطريق، وقد وصلنا نحن المواطنين إلى حالة من التبلد وعدم ملاحظة الفساد لأنه لا يلفت الانتباه، لأنه الغالب الأعم في تنفيذ الطرق خصوصا. ما يلفت انتباهنا هو الجيد النادر.

إننا نود التحقيق في هل مشروع الطريق حين تتم أوراقه وترسيته على المقاولين يكون مطلوبا منهم تنفيذه حسب ما هو عليه الآن؟ إن كان كذلك فهذا موضوع آخر، وإن كان مخطط المشروع وميزانيته بمواصفات أصلية وعالية الجودة وتم تنفيذه واستلامه بهذا الشكل، فهذا فساد عميق وخطير ويؤدي لإيذاء أو قتل المواطنين على الطرقات.

الطريق على طوله لا توجد به وسائل سلامة ليلية، الخطوط البيضاء تنمحي بعد حين ومثلها الخطوط الصفراء، فنسبح نحن المواطنين في بحر من الظلمات لا يشبه إلا الضمائر الفاسدة.

الطريق على طوله توجد به عواكس النور الأرضية (عيون القطط)، لكنها عديمة الفعالية، فهي عمياء تماما، ومغشوشة تماما. إننا نطلب التحقيق في أين ذهبت الميزانيات المرصودة لطريق بمواصفات سلامة ليخرج لنا بهذا الشكل كأنه أفعى سوداء تمر عليها فرائسها.

أرجو أن تصطحبوا معكم مهندسين تبرأ بهم الذمة لتزورونا في جيزان عبر هذا الطريق ليلا، ليكون التحقيق مبنيا على معلومات من داخل هيئتكم وليس من مواطن منفعل ومتضرر مثلي.

لن أحذركم من المطبات، فلا جدوى من التحذير، فهي لا تسبقها لوحات تحذير، ولا تتميز بألوان أخرى غير لون الأفعى الأسود، ولا تنسوا أن يكون سفركم بالليل، ولا تخدعكم تلك الأسلاك المضيئة التي تسرف بلدياتنا في تعليقها على الطريق العام.

أسأل الله السلامة لكم، ستأكلون مطبات تجبركم مثلي على وزن أذرعة وإصلاح مساعدات السيارة، خصوصا تلك المطبات من المظيلف حتى الطوال، وخصوصا تلك التي تبدأ مع دخولكم منطقة جيزان. إنها لا تشبه إلا إدارة الطرق في جيزان.

إنني أملك مقاطع فيديو مستعد لإرسالها لكم إذا طلبتم ذلك. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا تنسوا/ خلوا سفركم بالليل!.