المخلصون سواء كانوا رجالاً أو نساءً هم ذخر الوطن، نجدهم -ولله الحمد- في كل منطقة وفي كل مدينة من بلادنا الغالية. إنهم يتميزون عن سائر الناس بأنهم حققوا إنجازات كبيرة لوطنهم بذلوا فيها أعمارهم وكل غال ونفيس لرفعة هذا الوطن، فهم بين المواطنين كالنجوم المضيئة بين سائر الكواكب.

قائمة المخلصين طويلة، لكن سأتحدث اليوم عن شابة طموحة ونموذج للتمريض السعودي، ضجت بمنجزها وسائل الإعلام قبل فترة مضت.

حصول مها السهلي من منسوبي تمريض مدينة الملك سعود الطبية على جائزة "ديزي" للممرضين والممرضات المتميزة، كأول ممرضة تحقق هذه المنجز المهني الإنساني، الذي جاء نظير إنجازاتها المميزة في خدمة التمريض والمرضى وفق جودة عالية وروح مهنية متوقدة بالإصرار والطموح، ليأتي التكريم الحقيقي لها عندما عبر نائب وزير الصحة حمد الضويلع بأن مها "فخر الوطن".

يأتي هذا الإنجاز في وقت يحتل فيه التمريض غير السعودي النسبة الأكبر في القطاع الصحي، ونحن نعلم أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الله ثم دعم ولاة الأمر والمسؤولين لهذا القطاع، لتدخل "السهلي" في قائمة تصنيف أول سعودي الدولية في مكتبة لندن الوطنية محققةً رقماً مشرفاً للمرأة السعودية الرائدة في قصص التضحيات والشجاعة والتعليم والطب والمجالات المختلفة، مخلدةً إنجازها للأجيال القادمة كمصدر إلهام وطموح وشرف.

فكم نحن اليوم بحاجة إلى المئات من مها في هذه المهنة الإنسانية التي تتطلب العطف والمبادرة لخدمة المرضى عموماً من صغار وكبار شباب وشياب، وفق الجودة المنشودة وقبلها الأخلاق المهنية الإنسانية، مؤملاً بأن تقوم وزارة الصحة في دعم وتطوير الكفاءات الشابة.

حيث إن أبناء وبنات هذا الوطن الغالي قادرون على الإبداع والقيادة متى ما وجدوا البيئة الخصبة والإمكانيات المسخرة التي دائماً ما يوجه بها ولاة الأمر حفظهم الله في سبيل خدمة الوطن والمواطن والمقيم.