بعد مضي ثلاثة أشهر على تفجيرات مطار بروكسل، التي راح ضحيتها 14 قتيلا وعشرات الجرحى، عن طريق هجوم انتحاري، عاد الإرهاب مجددا ليطل برأسه في مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول في وقت متأخر ليل الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى مقتل 42 شخصا وإصابة 240 آخرين.
وقال المحلل السياسي نايف الفراج في تصريح إلى "الوطن" إن ما حدث من تفجير في المطار وقبله في بروكسل من تفجيرات هدفه البحث عن تجمعات بشرية ضخمة لحصد أكبر عدد من الأرواح، وأضاف "هو تكتيك عالي لإرهاب الناس، والدليل أن هناك من توقف عن الذهاب لتركيا بعد حصول التفجيرات، وهذا ما سعى إليه الإرهابيون، من زرع الخوف، فالمطارات شريان رئيسي لأي دولة، وحدوث تفجيرات فيها سوف يؤدي إلى تنفير الناس من الذهاب إليها". وتابع" استهداف الإرهابيين للمطارات بسبب اجتماع أكبر قدر من الجنسيات، ويجب تكثيف الاحتياطات الأمنية في المطارات، ورصد الحركات المشبوهة، والمتابعة الدقيقة ورصدها عن طريق كاميرات مخصصة". مشيرا إلى أن استهداف المطارات في أوروبا يعود لأنه أكبر مكان للتجمع، إضافة إلى محطات المترو، وزاد "تفجيراتهم تنم عن احترافية عالية، فهم يخترقون المطارات بشكل احترافي، ويعمل الإرهابيون وفق خطط وإستراتيجيات مدروسة، مستخدمين ضعاف النفوس لتنفيذ مخططاتهم، وهم خطرون وليس لديهم ما يخسرونه؛ ويجب أن تتنبه الدول لهذا الخطر القادم وتقاومه بشكل مدروس وفق خطط علمية، وهؤلاء الانتحاريون الإرهابيون يسعون للتخريب ونشر الفوضى والعبث بالممتلكات والمنشآت العامة في العالم. وفي شأن ذي صلة، أوضحت السفارة السعودية في تركيا عبر بيان إلحاقي بأنه بعد متابعة القنصلية العامة في إسطنبول مع الجهات الإدارية والأمنية في إسطنبول تأكدت أن جميع من كانوا مفقودين هم في مستشفيات إسطنبول، يتلقون العلاج من بعض الإصابات، عدا واحد انتقل إلى رحمة الله، وفي السياق نفسه فإن أربعة من المتوفين تم التأكد من أنهن لسن مواطنات ولكنهن قادمات على رحلة الخطوط السعودية ويحملن جوازات سفر أفغانية وتركية.