فيما اختتم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، زيارته إلى فرنسا، أمس، دعا وزير المالية إبراهيم العساف قطاع الأعمال الفرنسي إلى التركيز على الاستثمار في المملكة من خلال زيادة المحتوى المحلي في الصناعة والخدمات. وكشف رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي محمد بن لادن، أن المشروعات التي طرحها ولي ولي العهد على الفرنسيين تتضمن عدة عناصر مهمة للشركات، منها: 


 أولوية السعودية تكمن في توطين الأنشطة


 تطوير البرامج بالدخول إلى السوق العالمية





 تطوير الدور اللوجستي لما تتميز به المملكة من موقع جغرافي


 تنويع الاستثمارات والبحث عن شركاء جدد في التقنية الجديدة




بعد رحلة استغرقت أسبوعين في الولايات المتحدة، جاءت زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا والتي اختتمت أمس، لتضيف نجاحا جديدا إلى جهود ولي ولي العهد على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية في إطار رؤية المملكة 2030 والتي برزت بوضوح من خلال لقاءات الأمير محمد بن سلمان المتعددة بالمسؤولين الفرنسيين، وأكدت وفقا لمراقبين سياسيين أن هذه اللقاءات لم تأت في إطار دعم العلاقات الثنائية فقط، وإنما تجاوزت ذلك بتغليفها بفكر جديد يستهدف ترجمة هذه العلاقات فيما يصب في مصلحة السعودية ومكانتها الدولية والإقليمية، فضلا عن الدور الفرنسي في التحولات الاقتصادية والثقافية الكبيرة التي تستهدفها رؤية 2030.

وحسب المراقبين فقد شهدت زيارة ولي ولي العهد لفرنسا والتي استمرت يومين فقط، نفس الإعداد الجيد الذي شهدته زيارة الولايات المتحدة من حيث الاجتماعات التي عقدها واللقاءات المتعددة التي تنسجم مع الأهداف الرئيسية من الزيارة.


 الجانب السياسي 

على الصعيد السياسي، التقى ولي ولي العهد، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس الوزراء إيمانويل فالس، ووزيري الدفاع، جان إيف لودريان، والخارجية جان مارك إيرولت، وكذلك رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود برلتون ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية إليزابيث قيقو. وفي هذا السياق، تأتي تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير لتترجم أهمية هذه اللقاءات وتكثيفها في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة. الجبير قال إن المحادثات كانت "بناءة وإيجابية"، خصوصا في ملفات النزاعات في المنطقة كالعراق واليمن وليبيا، كذلك بالنسبة لسورية والاتفاق على ضرورة إبعاد نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران.

من جهة أخرى، فإن المحادثات تضمنت دعوة إيران إلى احترام "مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم تصدير الثورة الإسلامية"، إذا ما أرادت عودة علاقاتها مع دول المنطقة إلى طبيعتها.

 


الاقتصاد


إلى جانب الاجتماعات السياسية، عقد ولي ولي العهد في باريس عددا من اللقاءات بمسؤولين اقتصاديين ورجال أعمال، فضلا عن اللقاء برئيسة لجنة الصداقة الخليجية الفرنسية في البرلمان الفرنسي، نتالي قولي. وشهدت هذه اللقاءات استمرار الحوار حول الخطة الاقتصادية الطموحة التي أعلنتها الرياض في أبريل بعنوان "رؤية السعودية 2030"، بهدف تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط في ظل التراجع الذي تشهده أسعاره منذ منتصف عام 2014.

 


 الثقافة

جاءت اجتماعات ولي ولي العهد مع المديرة العامة لمنظمة "اليونيسكو" إرينا بوكوفا وكبار مسؤولي منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم إضافة إلى عدد من المفكرين الفرنسيين، لتضيف بعدا آخر، وهو الاهتمام الكبير بالثقافة، وحسب مراقبين فإن زيارة الأمير محمد بن سلمان لليونيسكو تعكس اهتمام المملكة منذ البداية بالتعاون معها إدراكا منه أنها يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف "رؤية 2030"، لافتين في ذلك إلى إشارة ولي ولي العهد إلى المواقع الأثرية السعودية وإلى أهمية تطوير التعليم لمنع الانجراف نحو التطرف تأكيدا لأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه اليونيسكو.

 


نظرة مستقبلية

قال المستشار القانوني بجامعة شقراء الدكتور فلاح الجوفان إن اهتمام ولي ولي العهد بالجانب الثقافي يأتي من إدراكه دور الثقافة وتأثيرها الواضح على سلوك الأفراد، فعموميات الثقافة تربط الناس في المجتمع بعضهم ببعض، كما تشكل الكثير من أوجه الشبه بين الأفراد وتقرب الفوارق السلوكية بينهم"، مضيفا أن "الثقافة تزود الفرد بالقدرة على مواجهة المواقف والمشكلات وهو ما يوفر الجهد والوقت".

وأكدت مديرة العلاقات العامة والإعلام بجامعة القريات، غادة العبدلي، أن الأمير محمد بن سلمان لديه الرقي الفكري والأدبي، وهذا ما يجعله يحرص على الجانب الثقافي في رؤية 2030 وفي زياراته للدول الأخرى، لأنه يعي جيداً أنه بالثقافة يمكن رسم طريق حياة متكاملة ووطن يتميز بالازدهار والحضارات.

وأضافت أن ولي ولي العهد لديه نظرة مستقبلية لتطوير الجانب الحضاري والثقافي وتحقيق التنمية المستدامة أو التنمية المحلية، لافتة إلى أن الثقافة هي القوة التي ستغير وجه المجتمع للأفضل، ويمكن من خلالها مكافحة البطالة والفساد والتطرف والإرهاب والعنصرية.


ملفات عامة

 المشاركة الفرنسية في تنفيذ رؤية 2030

 زيادة التنسيق السياسي والعسكري

 الاستفادة من باريس لتعزيز المواقع الأثرية

 تطوير المناهج التعليمية ومحاربة التطرف

 رفد المؤسسات الاقتصادية بالخبرات الفرنسية

 


ملفات سياسية

 إيجاد إجماع دولي على رحيل الأسد

 كيفية وقف التدخلات الإيرانية السالبة

 الضغط لإكمال انتخاب رئيس لبناني

 التنسيق لزيادة دعم الاقتصاد المصري

 تأييد حكومة الوفاق الليبية