في عقاب جماعي يماثل الأسلوب الذي تتبعه قوات الاحتلال الإسرائيلي، تعمد ميليشيات التمرد الحوثي إلى تفجير منازل ناشطي المقاومة الشعبية، عقابا لهم على الانضمام إلى صفوف الشرعية، وأشارت مصادر المقاومة إلى أن الانقلابيين الحوثيين دأبوا على اقتحام المنازل، وإخراج أهلها، دون أن يسمحوا لهم بحمل أي من أغراضهم الشخصية، قبل أن يقوموا بتفجيرها، بصورة غير إنسانية، مشيرة إلى أن ذلك الفعل يتعارض مع مبادئ القانون الإنساني.

وقال المركز الإعلامي في بيان إن العشرات من الناشطين في المقاومة الشعبية في محافظات تعز والجوف وعدن ومأرب فقدوا منازلهم، وإن فلول الانقلابيين الحوثيين قامت في مرات متعددة بتلغيم محيط عدد من منازل خصومها، وطالبت ساكنيها بالخروج وترك أغراضهم، وأمهلتهم فترات زمنية تتراوح ما بين 10 دقائق إلى نصف ساعة لمغادرة المنطقة، قبيل انفجار الألغام.

 


معاقبة الثوار جماعيا

أضاف المركز في بيان على صفحته بموقع فيسبوك "تفجير المنازل عبارة عن عقاب جماعي، تلجأ إليه الميليشيات الانقلابية لبث الرعب في نفوس عناصر المقاومة الشعبية، وقد تسبب ذلك في حدوث مواجهات قبلية عنيفة بين مقاتلي القبائل ومسلحي الميليشيات، وتقدم عدد من مشايخ القبائل باعتراضاتهم على هذا التصرف، وتعهد الانقلابيون بعدم العودة إلى ذلك مرة أخرى، إلا أنهم كعادتهم في عدم الوفاء بالتزاماتهم وتعهداتهم، كانوا يعودون إلى نفس الممارسة.

وأضاف المركز "الحوثيون يعمدون إلى تفجير منازل الناشطين السياسيين بعدة طرق، من بينها تلغيمها بالمتفجرات والديناميت، إضافة إلى استهدافها بالقذائف الصاروخية والدبابات، وفي كثير من الأحيان تم استهداف تلك المنازل، حتى بدون تنبيه ساكنيها ومطالبتهم بالخروج، حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم، وهو ما يمكن تصنيفه على أنه جريمة ضد الإنسانية".

 


تخويف عناصر المقاومة

قال المركز الإعلامي في تقريره "منذ بدء الحروب التي تفجرت عقب استيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن، في سبتمبر 2014، وهم يعتمدون أسلوب تفجير منازل مناوئيهم لممارسة ضغوط عليهم، أو محاولة بث الرعب في صفوف المدنيين. وكان تقرير حقوقي، كشف أخيرا عن مقتل 64 مدنياً بمحافظة تعز وسط اليمن، خلال مايو الماضي، جراء عمليات "قنص وقصف عشوائي" شنه مسلحو الحوثي وقوات صالح، على الأحياء السكنية في المحافظة.

وقال الائتلاف العالمي للإغاثة الإنسانية في محافظة تعز، الذي يضم عدة منظمات وجمعيات حقوقية وإنسانية، في تقرير له نقلته وكالة سبأ للأنباء إن 700 آخرين أصيبوا جراء تلك العمليات.

 





جريمة ضد الإنسانية

دعا المركز كافة الجهات العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى إدانة هذا المسلك الذي يتنافى مع أبسط قواعد حقوق الإنسان، وقال في بيانه "القوانين الدولية كفلت للإنسان الحصول على مسكن آمن، وقوانين الحرب تمنع الاعتداء على المدنيين بهذه الطريقة، لما فيها من تهديد لحياتهم، وعدوان على أملاكهم. والمجتمع اليمني الذي اعتاد على احترام خصوصيات العائلات يرفض بشدة تشريد النساء والأطفال، والاعتداء السافر على المرأة، إلا أن الحوثيين الذين لم يتشربوا تقاليد المجتمع، ولم يعرفوا العادات التي تربى عليها اليمنيون منذ فجر التاريخ لا يدركون هذه القيم الراسخة، لذلك فإن من الواجب على السلطات المختصة المبادرة بعمل تقرير شامل يجمع كل هذه التجاوزات ويتقدم بها إلى المحاكم الدولية والإقليمية، التي تعتبر تلك التصرفات جريمة ضد الإنسانية أو جريمة حرب، وهي من الحقوق التي لا تسقط بالتقادم لأنها حقوق شخصية تهم اليمنيين".


استهداف الناشطين السياسيين

تابع المركز "من أكثر الأحياء التي تم استهدافها وتدمير منازلها في مدينة عدن بئر باشا، وشارع الثلاثين وجوار السجن المركزي ومحيط اللواء 35 في غرب المدينة، كما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 12 آخرين.

وفي مديرية القبيطة، جنوبي تعز، قام الانقلابيون بتفجير عدد من منازل خصومهم السياسيين، وأشار المركز إلى أن مسلحين قاموا بتلغيم منزلين في قرية الكعبي، وطالبوا ساكنيهما بسرعة الخروج، دون أن يسمحوا لهم بحمل أي من متاعهم أو مقتنياتهم الثمينة، وقاموا بتفجير الموقعين بعد أقل من نصف ساعة على إبلاغ ساكنيهما بالمغادرة.

وقال المركز في بيان رسمي "الحوثيون فجروا منزل القيادي في المقاومة علي العامل، ومنزل العقيد في قوات الجيش الحكومي عبدالعزيز الحسيني في القرية، بعد ليلة من المعارك بين الطرفين، بهدف إرهاب المدنيين وإثنائهم عن الالتحاق بالمقاومة، في جبل الجالس الإستراتيجي المطل على القبيطة".

 


دوافع

الانتقام من عناصر المقاومة

منع الشباب من الانضمام إلى الشرعية

 الاستيلاء على الممتلكات في المنازل

فرض العقاب الجماعي على الثوار


 كشف عورات المنازل

مصادرة أراضي المنازل لمصلحتهم


انفجار غامض بسوق شعبية في مأرب


سقط قتيل على الأقل، وأصيب 25 آخرون، إثر انفجار غامض في أحد الأسواق الشعبية بمحافظة مأرب، شرقي اليمن، حسب شهود عيان ومصدر طبي.

 وقال مصدر طبي في مستشفى الهيئة بمأرب، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، إن "مدنياً واحداً قتل، وأصيب 25 آخرون، في انفجار لم تحدد طبيعته بعد، وقع في سوق لبيع الأسلحة، في محيط مدينة مأرب، حسبما قال من نقلوا الضحايا إلى المستشفى".

ورجح شهود عيان أن يكون الانفجار ناتجا عن العبث بلغم أرضي، فيما رجح آخرون أن يكون التفجير "إرهابيا" ناتجا عن عبوة ناسفة كانت مزروعة في السوق.

 ولفت الشهود إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان، وانتشرت قوات الأمن في محيط موقع الانفجار، وقطعت الطريق العام لاحتواء الموقف وتسهيل نقل الجرحى، فيما لم يصدر عن الجهات الرسمية أي تعقيب بخصوص هذا الانفجار وطبيعته حتى وقت متأخر من مساء أمس.