لا أغبط سكان منطقة على منطقتهم كأهل عسير. أجواء خلابة صحية، وهواء نقي، ومناخ جذاب طيلة أيام السنة.

بل، وهذا الأجمل، يمارس كثير من أهالي عسير هجرات عكسية طوعية نحو مساقط رؤوسهم، وقراهم، وأريافهم!

لا أملك دراسات حقيقية لكنني أعتقد أن متوسط الأعمار في هذه المنطقة الغالية العالية، هو الأعلى في الخليج!

مقال اليوم عن التلوث القاتل الذي يخيم على كثير من المدن في بلادنا. خارطة الأورام السرطانية في السعودية تقول: إن "سرطان الرئة" يحتل المركز الخامس في بلادنا، لكنه في المنطقة الشرقية، على وجه التحديد، يحتل المركز الأول. بمعنى: هو القاتل الأول!

غني عن القول، إن المنطقة الشرقية واحدة من أجمل المناطق الشاطئية في الخليج. منطقة رحبة مترامية. لكن مشكلتها أنها عاصمة الصناعة، ومعامل النفط، ومصانع البتروكيماويات، إذ تضم قرابة 1500 مصنع!

بالأمس القريب، كشفت وسائل إعلامية عن وجود 3 مدن سعودية ضمن المدن العشرين الأكثر تلوثا في العالم للعام الحالي 2016. الرياض العاصمة احتلت المركز الـ8، بينما الجبيل والدمام احتلتا المركز الـ15!

هذا يعني ببساطة شديدة أنها مدن غير آمنة على صحة البشر، ولا تصلح للحياة الصحية. هذا الحديث ليس من عندي، كما قلت. التقرير الذي تم تداوله خلال الفترة الماضية يقول إن ارتفاع نسبة التلوث في الهواء يزيد من نسبة ارتفاع أمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي.

أمر واحد ينسخ ما سبق، ويعتبره في حكم اللاغي، أن تخرج إمارتا المنطقتين هناك وتُفنّدان هذه الإحصاءات، وتثبتان عكسها، أو تؤكدانها بشجاعة وتعلنان بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الطاقة، خطةً مشتركة لإعادة هاتين المنطقتين الغاليتين لتصبحا منطقتين نقيتين صالحتين للعيش!

وإنْ -وهذه من عندي- لم تنجح الخطط الصحية في إعادة التلوث إلى مستوياته الطبيعية، فليس أجمل من حثّ سكان الرياض والمنطقة الشرقية، بشكل غير مباشر، على الهجرة نحو مرتفعات عسير. من حق الناس أن يعيشوا حياة صحية آمنة، ويتنفسوا هواء نقيا كالذي يتنفسه علي الموسى وأحمد التيهاني!