يحكي كتاب "الإنسان النوراني" لمهدي الموسوي عن كيفية جعل أرواحنا تبتهج فتصبح شفافة خفيفة كالريشة ترغب في الطيران من الفرح إلى أعالي السماء، وعن الإنسان الباحث دوما عن النور في داخله، مؤكدا أن الإنسان المتنور هو إنسان امتلأ قلبه بالرحمة وفي قمة الوعي واليقظة ويمثل خلاصة حكمة الشرق القديم والكتب المقدسة وحكماء هذا العصر.


 


راحة البال

في يوم من الأيام جلس الإنسان النوراني مع جمع من أصحابه، فسألهم عن أثمن ممتلكاتهم وكانوا جميعا من فقراء الناس، فقال الأول: هي دابتي، فعن طريقها أحصل على رزقي، ومعها أصول وأجول، وقد أسامرها عندما أكون لوحدي. وقال الثاني: ابني هو أثمن ما أملك، ورغم أنه لا زال صغيرا ولا أعرف إن سيكون بارًّا بي أم لا، ولكني أحلم أن يكبر ويعينني على أيامي. وقال الثالث: كان أبي غنيًا وشهمًا كريمًا، وعندما توفي بددت كل ما ورثته منه، ولكن بقي لي منه اسمه، والناس يحترمونني على ذلك، وإن ذلك أثمن ما أملك. فقال لهم الإنسان النوراني، أما أنا فإن لي رأيًا آخر، هل سمعتم بحكاية الملا نصر الدين؟ فإليكم بها:

يحكى أنه كان هناك رجل فاحش الغنى يملك أرضًا مترامية الأطراف ويعيش في عزّ وترف ويحيط به الحشم والخدم ولا ينقصه من لذائذ الحياة سوى شيء واحد ألا وهو راحة البال، فطفق يبحث في أرجاء البلد عمن يعيد إليه ما يفتقده، فراجع أرباب الطب والعطارة، وجلب السحرة وأهل الكلام، وصرف الكثير من المال عليهم لكي يرشدوه إلى الوسيلة التي يستعيد بها راحة باله، ولكن بلا جدوى فقد كان كل واحد منهم يملأ رأسه بالكلام، قائلين له افعل كذا وتجنب ذاك، وكل ذلك بلا نفع وطائل، وبينما طال سهره وأرقه، واشتد ألمه وازدادت حاجته إلى ما يصبو إليه، فقد قرر يوما أن يحصل على ما يريد مهما كلّفه ذلك من ثمن، فجمع صرة مليئة بالذهب وسار في الآفاق باحثا في كل مكان إلى من يرشده إلى الوسيلة لاستعادة راحة البال، فسمع من بعض الناس أن هناك درويشا يسكن في صومعة على أطراف الجبال اسمه (ملا نصر الدين) وهو الوحيد الذي لديه الحل السحري الذي يعيد إليه ما يريد، فقطع السهول والجبال حتى وصل إليه، فوجد رجلاً رثّ الثياب يحيط به رهط من أصحابه مثله أو أسوأ حالاً منه، فسأله متثاقلا لما رآه على تلك الحال، إن كان هو ملا نصر الدين، فقال له نعم أنا ذاك، فعرض عليه الرجل الغني الصرة المليئة بالذهب على أن يمنحه أولا ما جاء من أجله وهو راحة البال، فضحك عليه ملا نصر الدين وشاغله ثم سرق صرة الذهب هاربًا لا يلوي على شيء، فركض الرجل الغني وراءه ليستعيد الصرة، وظلا يركضان فلم يلحق به فأصابه التعب والإرهاق، وجلس تحت ظل شجرة ليستعيد أنفاسه فقد أضاع الوقت وبذل الجهد وأصابه العناء وفوق كل ذلك خسر ماله ولم يحصل على ما يريد، وبقي مشغول الفكر والبال مهموما تعيسا لما جرى له، وما هي إلا هنيئة حتى جاءه ملا نصر الدين ومعه صرة الذهب، فتنفس الرجل الصعداء وعلت البسمة على محيّاه، وقدّم إليه ملا نصر الدين الصرّة قائلا: كيف حالك الآن وهل استعدت راحة البال، فقال له نعم لقد وجدت راحة بالي الآن تماما، فقال له ملا نصر الدين، إذن فقد نلت مرادك وحصلت على ما جئت من أجله، فأعطني الآن ما وعدت، فأخذ منه صرة الذهب وولى هاربا، وهو ينادي: إن ما كنت تبحث عنه موجود لديك ولكنك غافل عنه.





 


الحياة في البهجة

الإنسان النوراني دائم البهجة، وقد يرقص طربا لمجرد أنه يحيا على هذه الأرض، فوجوده في الحياة كافيا ليمنحه السعادة، فيحتفل بيومه بدون أن يحتاج إلى سبب لذلك.

إن الفرح يسكن في قلبه وحاجاته بسيطة، يأكل ما تيسر وينام على ما توفر من بساط، وإن أهم شي لديه هو جوهرته الداخلية والمحافظة عليها وتطوير قدرته على الحب لأوسع دائرة ممكنة وتفتيت نوازع الكراهية ومسببات الأحقاد. إنه يراقب قلبه ليمسح ما علق عليه من أحزان ومرارات.

إن أغلى الأشياء التي نصادفها فتملأ قلوبنا بالبهجة هي مجانية مثل نسمة الهواء والابتسامة والحب.


 


لا تغضـب

الإنسان النوراني يمتلئ قلبه بالسلام والسكينة فلا تنفذ إليه أية مسحة من الغضب، لأن الغضب بغض مبطن، إن البغض حريق يضطرم في الذهن فيؤدي إلى الغضب والمعاناة. إنه يميز الغضب عندما ينتابه فيصرفه بعيدا ليحافظ على قلبه رائقا وقادرا على منح العطف والمحبة لكل الكائنات.

إن الإنسان النوراني لا يعبر عن استيائه من الحوادث التي تلم به، ولا يلعن الظروف والناس، لأن ذلك يستنزف طاقته وقوته، ويؤثر على ملامح وجهه فيغدو باهتا.

إن الإنسان النوراني يعزز احترامه لنفسه وتقديره لذاته عندما يسيطر على انفعالاته، ولذلك السبب قد أصبح سيدا للكائنات وقائدا لمخلوقات الله على الأرض.


 




لا فرح.. لا حزن

الإنسان النوراني، ثابت الجنان لا يتزحزح في حالات النجاح أو الفشل والفوز والخسارة، وإنه لا يتأثر برياح الأحداث ولا تهزّه الانفعالات، لأنه يعلم في أعماق ذاته عن الطبيعة الزائلة للأحداث، والتبدل الدائم للحوادث والأيام. إنه يشبه جبلا ثابتا في مكانه بينما تمرّ من أمامه الغيوم والسحب، وقد تبرق السماء وترعد ويعمّ الضجيج المكان، ورغم كل ذلك فإن الإنسان النوراني يبقى ساكنا ومحافظا على تفكيره وتركيزه، وما يجب فعله عندما تصحو السماء وتنتهي كل تلك الزوابع.

إن أهل الحكمة لا يغالون في الحزن على ما فاتهم، لأنهم لا يعرفون إن كان ذلك شرّ لهم أم خير قد خفي عنهم، ولا يغالون في الابتهاج، فهم يفرحون باعتدال ويحزنون بصبر وتجمل، ويعلمون بأن كل الأشياء في الحياة وقتية وكل شيء سيمضي، وإن لحظات الاستنارة القوية تأتي عند فقدان شيء غال في حياتنا، فكلما فقدنا شيئا تعززت قوتنا الداخلية أكثر مع شغف عظيم بما نملكه تحت أعيننا وإحساس هائل بقيمة الحياة.


 




لا تفقد الأمل

لقد انتاب الإنسان النوراني الخوف من تحمل مسؤولياته في مرات عديدة وفقد الجرأة والإقدام. ولطالما سبب الآلام لمن أحبهم، وفشل في السيطرة على غضبه، وظن السوء ببعض الناس بما لا يجوز، وتغاضى عن حقوق تخص الآخرين، وفي أحيان أخرى سلك طرقات لا يحق له عبورها، فلم يف بوعوده وخذل أصدقاءه، ولا يحضره كم عدد المرات التي كذب فيها بحياته، ولقد عذّب نفسه مرارًا وحمّلها ما لا تطيق ولأسباب تافهة، لقد عاش أياما في قلق ومرارة، وفقد إيمانه بنفسه وفقد ثقته بالناس، ولكنه رغم كل ذلك لم يفقد الأمل في أن يصبح يوما ما شخصا أفضل.

إن الإنسان النوراني مثل النهر الجاري، ربما تشوبه الشوائب وتغير لونه وطعمه النوائب، لكنه سرعان ما يعود إلى صفائه وعذوبته من جديد. إنه يسعى الآن وما تبقى من أيام حياته بعزم وتصميم لكي يغدو إنسانا أفضل.


 


كل الحكايات تبدأ من أفكارك

إن الإنسان النوراني يراقب موجات الأفكار التي تخطر على باله بيقظة وانتباه، لأن أفكاره تحدد مسار حياته، فلا يمكنه أن يفكر بالفقر فيصبح غنيا، ولا يمكنه أن يفكر بالحب ويشعر بالكراهية. إن أفكاره تقرر انفعالاته وهي تشكل خارطة الحياة له. إنه يصبح ويغدو وينمو كما يفكر ويتصور. إن أفكاره هي قواه الحقيقية التي تدفعه نحو المستقبل، إنه دائم المراقبة لأفكاره.


 




إبقاء شعلة الحياة موقدة


يراقب الإنسان النوراني حالاته واندفاعه ومدى احتفاله بالحياة، فهو يدرك أن أثمن ممتلكاته هي أيامه، لأن بها يمكنه أن يعيش ويكتشف العالم ويعمّر الأرض.

إن أيامنا في الحياة معدودة، علينا أن نصرفها في المهم، وسيبقى لنا من الوقت لعمل الأشياء الأخرى الأقل أهمية.

إن الإنسان النوراني لا يألوا جهدا في إبقاء شعلة الحياة متوهجة دائما في داخله، ولا يريد أن يندم يوما على مشاريع لم يقدم عليها أو مغامرات لم يخض غمارها وقصص حب لم يكافح من أجلها.


 




نشر المحبة

الإنسان النوراني ينشر طاقة هائلة من المحبة أينما يتوجّه، ويجعل القلوب تمتلئ بالعطف والرحمة بعيدا عن زيف المظاهر وحسابات الربح والخسارة. إنه يسعى إلى خلق البهجة في حياة الآخرين فيجعلهم يشعّون بحضوره، ويزدهرون بوجوده، ويغدون في أروع حالاتهم. إن نفعه كبيرٌ وحاجاته بسيطة لدرجة أن الناس لا يشعرون بوجوده.


 




المثابرة

الإنسان النوراني يستمر قدما في مواصلة عمله واتخاذ القرارات التي يتطلب اتخاذها في حياته اليومية. ومهما كانت أيامه صعبة وجراحه أليمة، فبعد انقضاء العواصف عليه أن يتحلى بالشجاعة ويواصل حياته بفعالية، وأن تكون أيامه منتجة وذات معنى حقيقي. إنه يقهر كل النداءات الداخلية المحبطة للهمة التي تريد منه الخضوع للخوف والرهبة، وإن الحرية التامة بالنسبة له هي عندما يحرر نفسه من نداءات الشك والريبة التي تدفعه إلى حالة التجمد من الخوف. إن التوقف عن الحركة نحو الأمام، يعني التراجع نحو الخلف.


 




في التأمل

الإنسان النوراني يبحث بصدق وتركيز عن إجابات من خالق الكون عن الأسئلة المحيرة التي تقلق مضجعه. إنه يعتزل الكون مستجيرا بخالقه ليستعيد حالة سكون النفس عندما تفارقه بفعل مرارات الحياة، وكلما كان تركيزه وتأمله عميقا وصافيا، جاءته الإجابات واضحة وشافية. إن التأمل مثل العودة إلى البيت، مثل العثور على النفس التي تتوه في زحمة الأحداث، هو استغلال لطاقته المنسية في داخله، والتحرر من القيود والحياة بعمق ورفع مستوى الانتباه واليقظة لما يجري من حوله، والنظر ببصيرة ونفاذ إلى حقيقة الأشياء لا إلى ظواهرها السطحية.

إن التأمل هو التحرر من الطلبات السطحية واللذات الزائفة والبحث عن الكنوز الداخلية.

إن الإنسان النوراني يؤدي دوره بشكل تام في الحياة مندمجا مع الناس، ولكنه يركَن إلى نفسه بين حين وآخر ليستجمع قواه ويعيد تركيزه وتوازنه ليكون قادرا على الاستمرار في أداء مهمته في زرع الخير في أرجاء الكون.


 


البحث عن الجمال

الإنسان النوراني يبحث عن الجمال في كل زوايا الأرض، وينتبه للثمار التي تلوح له من بين أغصان الأشجار، ويلتمس الدفء إذا ما رأى النار، ويعتبر مغيب الشمس ليس إلا استعدادا لولادة يوم جديد، يفكر قبل أن يقرّر، ويستشير عندما يحتار، ولكن يبقى قلبه دليله، ولا يتخذ قرارا لا يرضى عليه قلبه. إن الإنسان النوراني يتعلم كل يوم فن الغوص في زوابع الحياة، وكيفية الخروج منها سالما من الأذى دون أن يفقد قيمه ومبادئه، فإذا ما فشل فلا يفقد حماسه وأمله من غد أفضل مهما جرت عليه من أحداث.

والإنسان النوراني يتعلم من كل شيء حوله، ولا يغفل عن أية فرصة للتعلم من الحكماء أو من مصادر قد تبدو غريبة، ففي إحدى المرات لمح طفلا أمامه فابتسم في وجهه، فما كان من الطفل إلا وقد انفرجت أساريره وبادله الابتسامة، فاستوعب الدرس وشعر أن الحياة تتصرف معنا مثل الطفل فهي تبادلنا المشاعر سلبا كانت أم إيجابا.


 




قبول التفوق

الإنسان النوراني يمتلك شجاعة فائقة في تقبل تفوق الآخرين عليه، وهو على استعداد تام لرؤيتهم بأفضل صورة ممكنة. إنه يتقبل بكل ارتياح أحقية الآخرين في الفوز عليه. إنه متحرر تماما من عُقَد الطفولة عندما كان أقرانه يتفوقون عليه في الدرس أو في ساحات اللعب وكان حينذاك يحزن من نفسه أو يحسد أقرانه. إنه الآن، وقد نمت شخصيته وزادت ثقته بنفسه فقد أصبح حرّا من قيود الماضي ومن الأفكار التي تدعوه في سرّه لكي يكون دائما الأول والأفضل. إن نجاحات الآخرين وتفوقهم عليه، تعلّمه أن يصبح أكثر تواضعا، ومتقبّلا أن الحياة توزع هباتها بشكل منصف على البشر كافة وكلٌّ منّا يأخذ نصيبه من الحياة.


 




الصدق

الإنسان النوراني صادق مع نفسه قبل أن يكون كذلك مع الآخرين، إنه لا يحب الأقنعة، فهو واضح صريح، ومباشر في تعامله مع الآخرين مع مراعاة اللطف والكياسة، إنه متحرر من الأدوار المزيفة التي يريدها له الآخرون، وقد وجد أن معظم مشاكله ومعاناته مع الآخرين بسبب أنهم يريدون أن يكون صورة مستنسخة عنهم وانعكاسا لهم لا كما هو على حقيقته، إنه يعيش دائما حياة واضحة وصادقة تعبر عن طبائعه الحقيقية، ويعيش أوقاته متوافقا مع ذاته، إن الصدق بالنسبة له أسلوب حياة يشعره بالتوازن الداخلي، والتناغم مع الكون الذي يسير بنسق منتظم بلا زيف أو خداع.


 




جوهر الأشياء

الإنسان النوراني لا يلتفت إلى حجم العمل الذي ينجزه، ولا يفكر في شكل العمل أو ما سيقوله عنه الناس عند إكماله، إنه ينظر إلى نوع العمل وقيمته ومدى تأثيره على حياة الآخرين. إنه يثابر على ما ينبغي عمله بكل تفان وتركيز ناسيا كل شيء آخر. إنه يعمل ولو قليلا، ولكنه يعمل دائما.


 




التصالح مع النفس

النوراني إنسان متصالح مع نفسه، وبسبب ذلك فإنه متحفز لمحبة كائنات الله على الأرض والتصالح مع الآخرين، وإن أياديه ممدودة للتواصل والانفتاح. إن السلام العميق الذي يغمر روحه يجعله في حالة تفاهم وانسجام مع الآخرين، ولا تهزّه التغييرات الدائمة التي يجابهها كل يوم ولا تجعله مضطربا. إن سكونه الداخلي يمنحه حاسة نبيلة لالتقاط أية سانحة لجعل الأجواء المحيطة به متفائلة ومطمئنة، إنه في حالة هدنة دائمة مع نفسه، ويعرف كم هي ثمينة حياته، فلا يبددها بالمعارك الوهمية.

إن مفتاح السلام مع الآخرين يبدأ من النفس التي هي الأقرب والأولى بالمحبة والرفق، وعندما يفعل ذلك فإنه يجد نفسه تنساق بسهولة لنشر المحبة والسلام من حوله.


 




الصعاب تخلق الرجال

عندما تنتاب الإنسان النوراني الآلام، فإنه يشعر وكأن شيئا يتسرب من ثنايا جسده مبتعدا عنه رويدا رويدا. إن آلامه ليست سوى نقاط ضعف كامنة تغادر جسده، إنه لا يحزن متى ما أحس بالآلام، فهي العلامة على أنه في طريقه لكي يغدو أقوى، وإن أحزانه ومآسيه جزءٌ من منظومة الحياة، ولا بد أن يجتاز تلك العقبات متى ما فرضت عليه للارتقاء إلى حال أفضل.

إن الإنسان النوراني في غاية التهذيب وإن كان مجهدا، لأنه يعلم في داخل سريرته أن الله عندما يريد أن يكلف شخصا ما لحمل رسالة عظيمة فإنه، وبعد أن يختبر عزمه، ينهك جسده، ويضنيه بالمشقة العظيمة حتى يصبح أهلا للمسؤولية ويستحق شرف الكرامة، بل إن المشقة والضنك تظهر أصيل معدنه، فورد الزعفران لا يفقد عطره مهما طحنوه، وعبير السحلب يضوع وإن أحرقوه. 


المؤلف في سطور

- مهدي الموسوي

- مهندس استشاري

- دكتوراه من جامعة ماك كوينز

- تكنولوجي الكندية عن بحثه في تيسير بناء مساكن الفقراء

- دكتوراه فخرية في علوم الإنسان من جامعة وسترن ريزرف

- أسس مركز إشراقات للنشاطات الإنسانية في العراق سنة 2004.

- صدر له: فن العيش، أسرار الحياة الطيبة، الرقص مع الحياة