كشفت مصادر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، أن المخلوع علي عبدالله صالح يعاني من حالة اكتئاب وإحباط شديدة، بسبب تطورات الأحداث في اليمن، التي لا تسير في مصلحته. مشيرا إلى أن سيطرة عناصر جماعة الحوثيين في الوفد الانقلابي المشارك في مشاورات الكويت، وتهميش العناصر الموالية له، تسببت في تزايد مخاوفه من احتمال التوصل إلى اتفاق لا يمنحه حصانة قضائية من الملاحقة أمام المحاكم الدولية.

وقال المصدر – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – في تصريحات إلى "الوطن" إن هاجس الخيانة يسيطر على المخلوع، وإنه أصبح كثير العصبية ويغضب لأبسط الأسباب. وأضاف "عناصر الحزب الموجودة في الداخل اليمني باتت تشعر بالعبء من الاجتماع بصالح أو حضور الاجتماعات التي يرأسها، بسبب العصبية الزائدة التي باتت سمته الملازمة، إضافة إلى الغضب الحاد الذي يصيبه لأسباب ثانوية بسيطة. لذلك يلجأ كثير من قيادات الحزب إلى التذرع بأعذار واهية لعدم حضور الاجتماعات أو مقابلة صالح".

هواجس الخيانة

تابع المصدر "صالح بطبيعته لا يثق في أحد، ويسيطر عليه هاجس المؤامرة، لذلك يخشى أن تبادر جماعة الحوثيين الانقلابية إلى مراعاة مصالحها فقط عند توقيع اتفاق مع الحكومة الشرعية، لذلك فهو يسارع إلى استعطاف الحوثيين، ومحاولة إظهار الوقوف معهم وارتباط مصيره بمصائرهم، على غرار ما أكده في خطابه الأخير، وكل ذلك أملا في عدم الغدر به".

وصف الناشط السياسي والقيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب، سليم البيحاني، الحالة التي يمر بها المخلوع بأنها نتاج طبيعي لتصرفاته الطائشة، وتحالفه مع الميليشيات الانقلابية، وقال "صالح يعاني من عزلة سياسية تامة، وتهميش كامل، فحتى حلفاؤه في الانقلاب، جماعة الحوثيين، يتتعاملون معه بمنتهى التجاهل، وكأنه غير موجود في الأساس، ويتصرفون بشكل منفرد، لذلك فإن المخلوع يعيش حالة من القلق الشديد، لاسيما في ظل التقدم المتواصل الذي تحققه قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية نحو استرداد العاصمة صنعاء".

أزمة ثقة

أضاف البيحاني "صالح ظل طوال عمره لا يهتم إلا بشؤونه الخاصة، رغم مزاعمه المتواصلة بأنه يخوض حربا وطنية نيابة عن شعبه، لكن حقيقة الأمر أنه يعيش ويخوض الجولة الأخيرة في سياق صراعه على السلطة. وما يحدث في الوقت الحالي يكشف بشكل واضح وجود أزمة ثقة بينه وبين شركائه الحوثيين بعد انخراطهم في الحوار والتنسيق الأمني، لذلك فإن المخلوع في خطاباته الأخيرة يريد أن يوجه رسائل للانقلابيين والخارج بأنه ما زال موجودا على الساحة، لكن كل هذه التصرفات والمحاولات لن تجدي فتيلا، وعليه إدراك أن الزمن تجاوزه، وأن صفحته طويت إلى غير رجعة، لكن المخلوع اعتاد تصور أن اليمن لا يمكن أن يحكمه شخص غيره، وأنه سيظل الزعيم الأوحد أبد الدهر".