مع اقتراب نهاية شهر رمضان الكريم وإجازة موظفي الدولة، دعا مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، جميع الموظفين إلى عدم التهاون والتقصير في أداء مهام أعمالهم بحجة الصيام، مؤكدا أن هذا الشهر الفضيل تتقلص فيه الأعمال وتنقص ساعات الدوام الرسمية ولا ينبغي على الموظفين أن يركنون إلى هذه الحجة ويتقاعسون عن أداء واجبهم.
التـزود بالـطاعات
أوضح المفتي في حديثه إلى"الوطن"، ينبغي على المسلم أن يستغل هذا الموسم المبارك في التزود من الطاعات، والتقرب إلى ربه سبحانه وتعالى بأداء الفرائض والواجبات، وأنواع العبادات النفلية من الصلاة، وقراءة القرآن، والصدقة، والإحسان إلى الناس، والتخلق بأحسن الأخلاق، وجميل الخصال، ومحاسن العادات. وطالب آل الشيخ أن يبتعد المسلم من حياة الكسل والبطالة، وأن يشد همته، ويقوي عزيمته، ويجتهد في القيام بالواجبات، والتزود من الطاعات.
وقال آل الشيخ "لكننا مع كل أسف نرى بعض الشباب يتحول لديهم شهر رمضان إلى شهر الكسل والنوم بالنهار، والسهر بالليل فيما يبغض الله تعالى من مشاهدة القنوات الفضائية، ومتابعة المسلسلات، والأفلام، والمشاهد المنافية للأخلاق، ولا شك أن هذا الأمر مؤسف جدا أن يضيع المسلم على نفسه هذه الفرصة الثمينة، فبدل أن يزيد رصيده من الخير والبر والطاعة في هذا الموسم المبارك، يسعى في زيادة رصيده من المعاصي والسيئات والأعمال المنافية للمروءة والأخلاق، واتباع خطوات الشيطان".
تـهاون الـــموظفين
أضاف مفتي عام المملكة "كما نرى طائفة أخرى من شبابنا من الموظفين يجعلون صيام شهر رمضان سببا للتهاون في أداء مسؤولياتهم، وواجباتهم الوظيفية، والتهرب من العمل، والكسل عن القيام بوظيفته بشكل مطلوب بحجة الصيام، وهذا أمر لا ينبغي أن يسلكه الموظف، وبخاصة أن الدوام الرسمي يتقلص وساعات العمل تنقص في شهر رمضان، فليس هناك أي مبرر لديه لأن يتقاعس عن أداء واجباته ومسؤولياته، أو يتأخر عن الدوام، أويتغيب عن عمله بحجة الصيام". وأشار آل الشيخ إلى أنه من المقاصد المرعية في مشروعية صيام رمضان أنه يعين على الاقتصاد في الأكل والطعام والشراب، ويدعو إلى البعد عن البذخ والتبذير والإسراف، قائلا "ولكن بعض المسلمين هداهم الله يعكس ذلك الأمر ويجعل شهر رمضان شهر الموائد، والولائم، والتفنن في الأكلات، وإعداد أنواع الأطعمة، والمشروبات، وقد يصل ببعضهم ذلك إلى حد التبذير والإسراف المنهي عنه في شريعة الإسلام".
وبين أنه على المسلم أن يعي مقاصد وحكم مشروعية صيام هذا الشهر الكريم، وأنه شُرع لأجل تحقيق التقوى، والبعد عن شهوات النفس، والتقليل عن الطعام والشراب، وتهذيب النفس واللسان وكفهما عن المعاصي والسيئات، والتقرب إلى الله بأنواع الطاعات والقربات والأعمال الصالحات.