طغت تبعات الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي على تغطية الصحف العالمية التي خصصت مقالاتها الافتتاحية والعديد من صفحاتها لمناقشة خروج لندن من الكتلة الأوروبية، مما أحدث تقلبات شديدة في أسواق المال العالمية، بعد أن صوت البريطانيون بنسبة 51,9% لمصلحة حملة "الخروج" من الاتحاد الأوروبي.

انقسام عميق

تحت عنوان "ميلاد بريطانيا جديدة" قالت صحيفة "ديلي تليجراف"، إن 23 يونيو 2016 سيُعرف للأبد بأنه اليوم الذي قرر فيه البريطانيون استعادة السيطرة على بلدهم.

وتوقعت الصحيفة أن تكون تداعيات قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي عميقة، مشيرة إلى أنها ستستمر لفترة طويلة في بريطانيا والقارة الأوروبية، كما لفتت الصحيفة إلى أن نتيجة الاستفتاء أظهرت "انقساًما عميقاً" داخل بريطانيا.

تغييرات في جواز السفر

كتبت صحيفة "الإندبندنت" تقريراً عن تأثير خروج لندن من الاتحاد الأوروبي على جواز السفر البريطاني، مشيرة إلى أن الخروج يعني تغييرات كبيرة على هذا الجواز ليس من جهة شكله فحسب، بل السلطات التي يتضمنها أيضا.

وأوردت في تقريرها أن السطر الأول من النص الموجود على غلاف جواز السفر البريطاني لن يكون موجوداً بعد الخروج، وهو أحد الأشياء الواضحة التي كانت تذكر البريطانيين بأنهم يعيشون داخل الاتحاد الأوروبي.

مكانتنا معرضة للخطر

نشرت صحيفة "الجارديان" مقالا افتتاحيا تحت عنوان "اقتصادنا واتحادنا ومكانتنا في العالم كلها معرضة للخطر"، أوضحت فيه أن تبعات ما اختاره الناخبون بدأت تُشكل مستقبل بريطانيا "بصورة عميقة وربما خطيرة".

وأضافت أن بريطانيا بدأت رحلة خطرة يجب خلالها تغيير سياساتها واقتصادها، منتقدة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وقالت "سيذكره التاريخ بأنه الرجل الذي راهن بمستقبل البلد كمخرج من صعوبات يواجهها داخل حزبه".

المواطنون رفضوا النصائح

قالت صحيفة "الفايننشيال تاميز" إن الناخبين البريطانيين رفضوا نصائح حكومتهم ومعظم خبراء الاقتصاد والحلفاء الدوليين ودعموا مغادرة الاتحاد من أجل "استعادة السيطرة". وقالت الصحيفة: "إذا لم يبد زعماء معسكر الخروج قدراً من المسؤولية والأمانة يفوق ما تجلى خلال حملة الاستفتاء، فإن بريطانيا تخاطر بأن تفقد السيطرة".

وأكدت أن بريطانيا بعد أن فضلت إنهاء عضويتها في الاتحاد الأوروبي التي استمرت لـ43 عاماً، فقد دخلت إلى عالم جديد تحفه المخاطر. وتحدثت الصحيفة عن مخاطر اقتصادية، إذ إن الكثير من المشروعات الاستثمارية قد تعلق حتى تتبين الخطوط الرئيسية لاتفاقيات بريطانيا التجارية الجديدة.

آثار سلبية للاستفتاء

نشرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية تقريراً تناولت فيه التداعيات السلبية لنتيجة الاستفتاء الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، على الاقتصاد العالمي، ولاسيما في ضوء تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار إلى أدنى مستوياته في 30 عاماً، مباشرة عقب ظهور نتيجة الاستفتاء والمخاوف من تباطؤ وتيرة الاستثمارات العالمية.

وخلال اليوم الأول للتداول، هبط الجنيه الإسترليني مقابل الدولار إلى أكثر من 10 % إلى 1,32 دولار، مسجلاً أدنى مستوياته في 30 عاما.