تواصلت ردود الفعل الدولية تجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من تداعيات الانسحاب على المستويين العالمي والأوروبي.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إن مستقبل أوروبا الموحدة وُضع حاليا على المحك، مشيرا إلى أنه "لا يمكن أن نستمر على هذا النحو، لأن الخطر الأكبر هو تفكّك أوروبا"، مشددا على ضرورة إعادة صياغة أوروبا جديدة من خلال الاستماع لرأي الشعب، لإعادة الأمل للقارة.

وأضاف "التاريخ يمكن أن يكون مأساوياً مع كل ما نشهده حاليا من إرهاب وصعود لحركات اليمين المتطرف والهجرة، ولا يمكننا أن نكمل كما كنا قبل، وأوروبا لا يمكن أن توجد من دون صوت الشعب، بل يجب أن ندافع عن مصالحنا الاقتصادية وأن نقوي دفاعنا".

ووصف فالس، الخيار البريطاني بصدمة للقارة والعالم، مستدركا أن البريطانيين أحرار في خيارهم، مشيرا إلى أنه ليس أمام الاتحاد الأوروبي إلا أن يحترم قرارهم.

من جانبه، قال الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، رئيس الوزراء الإيطالي السابق رومانو برودي، إن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ليس نهاية العالم، مستدركا أن الخطوة ستهدد الكتلة الأوروبية بالانهيار في حال عدم وجود سياسة موحدة في الاتحاد.


 




الناتو وروسيا

أعلن مصدر دبلوماسي في حلف الناتو، أن نتيجة الاستفتاء في بريطانيا قد تكون زيادة التوتر في العلاقات بين الأطلسي وروسيا.

وقال المصدر "من المرجح أن تكون نتيجة بريكست زيادة التوتر في العلاقات بين حلف الناتو وروسيا، وستكون أولوية الدور الأميركي والبريطاني في حلف الناتو أكثر وضوحا".

في سياق متصل، أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، أن بريطانيا ستبقى حليفا قويا للناتو، مشيرا إلى أن مكانتها في التحالف لن تتغير بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن رئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي، كريستين ديفرين، صرحت بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لن يغير بشكل جدي العلاقة بين أوروبا وروسيا، فإن الدائرة الإعلامية التابعة لمجلس الاتحاد الأوروبي أعلنت أن نتائج الاستفتاء البريطاني لن تؤثر على القرار بشأن العقوبات الأوروبية ضد روسيا.





 


موسكو وطهران

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لم تتدخل ولم تؤثر على عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واصفا خيار البريطانيين بالشأن الداخلي.

وردا على تصريحات سابقة لرئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأن روسيا مهتمة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أشار بوتين إلى أنه لا أساس لها من الصحة. وقال "لا أحد يملك الحق في الإعلان عن أي موقف روسي بعد عملية التصويت، وهذا مظهر متدن من مظاهر انحطاط الثقافة السياسية".

في الأثناء، وصف مراقبون، الموقف الإيراني من خروح بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بالأغرب والأكثر إثارة للدهشة بين تصريحات دول العالم وساستها، إذ قال المدير السياسي لديوان الرئاسة في إيران، حامد أبوطالب، إن "نجوم الاتحاد الأوروبي تتساقط، والتطورات الاقتصادية وأزمة الهجرة أظهرت أن التحالف سوف ينهار قريبا"، في إشارة للشماتة الإيرانية لما يحدث في القارة الأوروبية.