يعتز الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بغزوه العراق، رغم اعترافه بأن الأسباب التي دفعته إلى ذلك لم تكن مقنعة، وأنه غضب حين لم يتم العثورعلى أسلحة دمار شامل في العراق.
ولكن الرئيس الذي أكثر من أعداء بلاده، اعتبر في كتابه الذي صدر أمس بعنوان "نقاط قرار"، أن العالم وليس العراق فقط، أفضل من دون صدام حسين، دون أن يعي أن العالم بدونه أصبح أفضل، إذ قلّت الحروب الأميركية في العالم، وعاد إلى الولايات المتحدة أعداد كبيرة من الجنود كان قد زُج بهم في أصقاع واسعة من العالم، وأن من تبقى من هؤلاء سيجدون أنفسهم بعد سنوات يمارسون حياة طبيعية بين أهلهم وأحبتهم.
لم يخجل بوش من احتلال العراق وتدمير بناه التحتية والفوقية وتركه عرضة للتمزيق والتشرذم، فهو خطط لذلك مع أركان حكمه من المسيحيين المتصهينين، وربما كان يحلم بتغيير خريطة الشرق الأوسط انطلاقا من العراق، وهو ما عبرت عنه وزيرة خارجيته كونداليزا رايس في أكثر من مناسبة، وربما كان مخطط المحافظين الذين أحاطوا به يطمح إلى أكثر من ذلك.
تبرز عدوانية بوش ضد إنسانية الإنسان، عبر تبنيه أساليب تعذيب الإيهام بالغرق التي ابتكرها نظامه ضد المعتقلين في جوانتانامو، ولم تنفعه إجابته، حيث شعر بألم في معدته وبالغثيان بسبب الصور التي نشرت عن عمليات التعذيب التي ابتكرها جنوده ضد سجناء عراقيين في أبو غريب، في تلميع صورته اللاإنسانية.