علي المطوع
أمسية أدبية جميلة، دشن فيها (وافاطمة) ديوان الأستاذ إبراهيم طالع بحضور لفيف من الأدباء والمثقفين فى نادي أبها الأدبي .
كانت تظاهرة إنسانية قبل أن تكون تدشين ديوان شعري، كانت فاطمة والدة الشاعر حاضرة فى وجدان الجميع، كانت قصيدتها التي عنونت الديوان خير شعر يبدأ به تلك الأمسية وكان الحضور مدهوشين لبراعة الشاعر وهو يصور شعور فقد الأم وألم فراقها.
كنت ضمن كوكبة الحضور وكنت أشعر بنشوة الشعر متلازمة جميلة وأصيلة، كنت أعيش مع إبراهيم وهو يردد: كفنتها قصيدتي وأنا اشاطره الاحساس والشعور.
لست متخصصا فى قراءة ما وراء الصور والكلمات ولا أجيد السفسطة وتعبئة القوالب النقدية لأقول إن نص وافاطمة كان جميلا وآخاذا وبديعا، لم أكن فى حاجة كمتذوق أن أغوص فى بعض الجوانب الفنية التى قيلت لأحكم على قصيدة وافاطمه، أو لأمارس التشريح الفني لاستخرج درر هذه القصيدة ومكنوناتها، كان ميزاني النقدي قول الشاعر العربي:
(وان احسن بيتا انت قائله
بيت يقال اذا ما قلته صدقا).
عندئذ وصلني احساس الشاعر، وشعوره غمرني ومن النشوة ومع كل بيت قصيد فى قصيدته تلك كنت اقول لا شعوريا صدق..... صدق.
المبدع الحقيقي هو من يصل نتاجه إلى سواد الناس، المبدع المبتكر هو من يروج إبداعه بين العامة ليصبح النشيد والمثل وبيت الشعر .
الإبداع الحقيقي أن تجعل السواد الأعظم من الناس يشاطرك الجمال والاحساس والطرب، يعيش من خلال نصك حالات الفرح والترح، يفهمك يقاسمك اللحظة التى كنتها عندما تغشاك هاجس الابداع لتكتب.
شكرا شاعرنا الجميل، فى ذلك المساء أثبت أنك ربيب الشعر وأريب المرحلة وشاعر البسطاء، حسبنا من جمالك أن كل بيت كنت تقوله فى وافاطمه كان لسان حالنا جميعا وكان الشعر فى ذلك المساء بضاعتنا وزادنا مدموغا بعلامتك الذوقية وقدرتك التصويرية على تسويق المفردة الجميلة وجعلها أدوات يعبر بها الناس عن حنينهم وحبهم لامهاتهم .