فيما توقعت مصادر يمنية مشاركة في مشاورات السلام الجارية حاليا في الكويت، وصول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد غد للمشاركة في دعم مشروع اتفاق السلام الجديد الذي تقدم به المبعوث الدولي إلى اليمن، تباينت رؤى طرفي المشاورات حول مسودة الاتفاق التي تسلم كل طرف منهما نسخة منها. وبينما أبدى الوفد الحكومي مرونة في موقفه، وأشار إلى ضرورة أن تتضمن المسودة كل بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، إلا أن وفد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، لا زالا يدوران في دوامة تشكيل حكومة انتقالية، قبل تنفيذ البنود الأساسية، وهي تسليم الأسلحة، والانسحاب من المدن والمحافظات، والاعتراف بالشرعية، والتحول إلى حركة سياسية.

وقال الوفد في بيان أمس "لا بد في البداية من حل القضايا الجوهرية المعنية، وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة، كونها محورا رئيسيا في المشاورات، ترتبط بها بقية القضايا المطروحة، ومنها تشكيل حكومة وحدة وطنية مع لجنة عسكرية وأمنية وطنية عليا لتنفيذ الترتيبات الأمنية والعسكرية".


زخم سياسي وإعلامي

أشار مصدر دبلوماسي يمني إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيصل الكويت بعد غد لإعطاء زخم سياسي وإعلامي لمشروع الاتفاق الذي تقدمت به الوساطة الدولية، واستقطاب الدعم الدولي للاتفاق، لا سيما من سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وأضافت المصادر أن مون ناقش هذا المشروع خلال لقائه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أول من أمس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قبل أن يتحرك إلى الكويت يوم الأحد المقبل لعرضه على وفدي المشاورات اليمنية بشكل رسمي.

وبحسب المصادر فإن الاتفاق يفضي إلى "تشكيل لجنة عسكرية وحكومة وحدة وطنية بالتوازي، تشرفان على الانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإنقاذ اقتصاد البلاد المتهاوي من الانهيار". ولم توضح المصادر ما إذا كان مشروع بان هو خلاصة الخطة التي كشف عنها ولد الشيخ أحمد، لكنها أشارت إلى أن جميع الأطراف الدولية والعربية تدفع باتجاه التوقيع على اتفاق قبل نهاية شهر رمضان الجاري، لوضع حد للأزمة اليمنية.

مرونة الشرعية

تمسك الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بأن يكون اتفاق السلام بعيدا عن الحلول الانتقائية والمجزأة، التي قد تحمل في طياتها بذور حروب وصراعات قادمة. وقال في تصريحات صحفية عقب اجتماعه بمستشاريه لبحث مشاورات السلام المنعقدة في الكويت "الوفد الحكومي ذهب إلى الكويت سعيا وراء السلام وفق الأسس والمرجعيات الدولية والإقليمية من خلال القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني". مشيرا إلى أن كل أعضاء الوفد جاهزون للتوقيع على الاتفاق الذي يلبي شروط الشرعية، ويضع حدا للانقلاب.

في المقابل، وبموازاة تلك المرونة لا زال وفد الانقلابيين يمارس التعنت ويرفض التجاوب مع الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة. وأشارت مصادر مشاركة في المشاورات أن وفد الميليشيات لا زال يتمسك بأهمية المشاركة في حكومة انتقالية، قبل القيام بتنفيذ الالتزامات التي عليهم. وأشارت المصادر إلى أن ولد الشيخ أعرب عن تذمره من مواقف الانقلابيين، وحذرهم بأنه سيبلغ مجلس الأمن بكل تلك الممارسات السالبة.

 


مشاهد من الكويت

 الترتيب لزخم إعلامي وسياسي

وفد الشرعية يبدي مرونة كاملة

الانقلابيون يواصلون التعنت

الوساطة تهدد وفد الميليشيات





ظهور خلافات داخل وفد التمرد

دعم خليجي للتوصل إلى اتفاق