قال مراقبون إن المباحثات التي أجراها ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، مع المسؤولين في الولايات المتحدة، تناولت الأزمة السورية، والرغبة في إنهائها، وخروج بشار الأسد من السلطة، مشيرين إلى أن الجانبين ناقشا أيضا الملف اللبناني، انطلاقا من رغبة المملكة في الحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد.

وأفادت بعض المصادر الدبلوماسية المواكبة للزيارة بأن الأمير محمد أكد أن القيادة السعودية تريد إيقاف تدخل حزب الله في سورية، وتنفيذه سياسة إيران في المنطقة، التي تعتمد على الميليشيات المسلحة والنعرات الطائفية، لافتة إلى أن حزب الله جر الويلات على لبنان، كما نقل ممارساته الإرهابية إلى الداخل السوري بعد ذلك.


تطويق حزب الله

 


أشار المراقبون إلى أن هناك توافقا سعوديا – أميركيا على تطويق حزب الله لإيقاف عملياته الإرهابية في المنطقة. وهو ما تقوم به الولايات المتحدة، من خلال محاصرته اقتصاديا، عبر إغلاق حساباته في المصارف اللبنانية، مما شكل حالة إرباك كبيرة لحزب الله وجمهوره على حد سواء. وحسب المصادر فقد طالبت القيادة السعودية نظيرتها الأميركية بالضغط على إيران لإلغاء الفيتو الذي وضعته الأخيرة على الانتخابات الرئاسية اللبنانية، حيث أوعزت إلى حليفها حزب الله لعرقلة انتخاب أي شخصية لبنانية، حتى لو كانت من فريق الثامن المؤيد لها.

وقالت المصادر إن القيادة السعودية ترى أن واشنطن تستطيع حاليا الضغط على طهران لإنهاء حالة الشغور الرئاسي، من أجل الحفاظ على المؤسسات الدستورية اللبنانية، التي بدأت تتهاوى منذ إغلاق البرلمان، وصولا إلى الفراغ في رئاسة الجمهورية، مشيرة إلى أن الرياض لا تريد لحزب الله تطبيق مخططه القاضي بالسيطرة على لبنان سياسيا وعسكريا واقتصاديا، مما يعني ضرب اتفاق الطائف، وجعل لبنان تابعا لإيران. 

 





انعكاسات إيجابية

يقول المحلل السياسي، يوسف دياب "زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة ستنعكس إيجابا على لبنان، وولي ولي العهد أعطى إشارات إيجابية في الملف اللبناني، خلال لقائه الرئيس أوباما والمسؤولين الأميركيين، إلا أن هذا الأمر سيتوازى مع حدوث انفراجات في المنطقة، مع أهمية إيجاد حلول واقعية في سورية والعراق واليمن كون لبنان حلقة من هذا المسلسل". وأضاف "أولى البشائر قد تهل على لبنان مع تكريس التسوية في سورية وتنحي بشار الأسد وتقويض نظامه وبناء دولة ديمقراطية تعددية".

وحول الضغط الأميركي على إيران لرفع يدها عن الملف الرئاسي، توقع دياب عدم تنازل طهران عن ورقة الرئاسة اللبنانية، حتى لا تخسر إحدى أهم أدوات الضغط في المنطقة، مما يعني أن الرئاسة في لبنان ستبقى معلقة إلى إشعار آخر.