تسابقت الصحف والمراكز البحثية العالمية بالولايات المتحدة في إعلان ومتابعة زيارة الأمير محمد بن سلمان، لحي الأعمال في مانهاتن، حيث تقع أكبر بورصات العالم، وتوجد أغلب الاستثمارات العالمية. وأسهبت الوسائل الإعلامية في إبراز الزيارة، مرتكزة على الصندوق السيادي السعودي المعلن، الذي سيكون أكبر صندوق استثماري عالمي سيجعل المملكة تتقدم للمرتبة الأولى عالميا، بفارق 800 مليار دولار عن الصندوق النرويجي الذي يحتل المرتبة الأولى حاليا. وذهب المحللون إلى أن الخصخصة المتوقعة لجزء من أسهم شركة أرامكو التي تعد أكبر منتج للنفط الخام في العالم بـ10.2 ملايين برميل في اليوم، واحتياطي نفطي يقدر بحوالي 261.1 مليار برميل، لن تغيب عن محادثات الأمير محمد بن سلمان في وول ستريت.
الخطط الاقتصادية
تناول مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، سايمون هندرسون، الزيارة في مقال عن الخطط الاقتصادية السعودية، وقال "بعد أسبوع من الاجتماعات في واشنطن، توجه ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وقام بزيارة وادي السيليكون الذي يضم أكبر وأعرق الشركات العاملة في مجال التقنية، ومقر شركة "أوبر" لخدمات نقل الأفراد في سان فرانسيسكو التي تشهد نموا سريعا شمل قيام المملكة العربية السعودية أخيرا باستثمار 3.5 مليارات دولار في هذه الشركة".
وأضاف "من المرجح أن يزور مصارف الاستثمار في نيويورك لمناقشة عمليات بيع جزئي لشركة النفط الوطنية السعودية "أرامكو"، وصولا إلى هدفه الأوسع نطاقا الذي يقوم على إنشاء صندوق للثروة السيادية بقيمة تريليوني دولار وتغيير اقتصاد بلاده".
رقم قياسي
سلطت صحيفة "لي زافار" الفرنسية، في مقال، على تأثيرات الخطوة السعودية بطرح 5 % من شركة أرامكو، أكبر منتج عالمي للنفط في البورصة، مؤكدة أن المصرفيين في وول ستريت يتوقعون أن تحطم شركة أرامكو كل الأرقام القياسية بدخولها للبورصة، لافتة إلى أن دخولها سيكون تاريخيا نظرا إلى القيمة المالية التي سيتم طرحها للاكتتاب العام. وأضافت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية ستجني من طرحها
5 % من شركة أرامكو ما بين ألفين وثلاثة آلاف مليار دولار، مبينة أن أرباح الرسوم المالية بالنسبة لدخول شركة أرامكو في البورصة سيثمر عن أرباح تقدر بمليار دولار، وهو ضعف الرقم القياسي الذي تمتلكه شركة البطاقات الائتمانية VISA منذ سنة 2008 والذي يقدر بحوالي 550 مليون دولار. وذهبت إلى القول إن طرح 5 % من أرامكو سيحطم رقم شركة التجارة الإلكترونية الصينية "علي بابا" كأكبر دخول تاريخي في البورصة بقيمة تقدر بحوالي 25 مليار دولار.
سوق نيويورك
تصنف سوق نيويورك للأوراق المالية، بصفتها أكبر بورصة للأسهم في العالم من حيث القيمة السوقية، ويبلغ عدد الشركات المدرجة فيها 1868 شركة، تصل قيمة رأسمالها مجتمعة إلى 19.69 تريليون دولار، بينما يبلغ معدل حجم التداول اليومي 196 مليار دولار. وتقع البورصة في وول ستريت بنيويورك، وتعد قبلة التجارة الدولية في العالم كله، وتعرف أيضا باسم المجلس الكبير. وتؤكد مصادر متخصصة أن أصول بورصة نيويورك تعود إلى عام 1792، مشيرة إلى أنها أكبر وأقدم بورصة في العالم بأسره، إذ تخطت قيمتها السوقية اعتبارا من مايو عام 2013، 16 تريليونا و613 مليار دولار أميركي، بينما اقتراب متوسط الصفقة اليومية من 196 مليار دولار. ونظرا لحجمها الكبير، فإن بورصة نيويورك غالبا ما تتعرض لتهديدات إرهابية، وتقدم كل الخدمات الممكنة والمتاحة والمعروفة في أسواق المال والأسهم والسندات في العالم كله.
حي المال في مانهاتن
شارع المال والبورصة في الولايات المتحدة الأميركية، وول ستريت، هو أحد شوارع مانهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية. ويعني وول ستريت الواجهة الرئيسية للسوق الأميركي، حيث توجد فيه بورصة نيويورك وكثير من الشركات المالية الأميركية الضخمة كجي بي مورجان. ويوجد في وول ستريت أيضا، مقر السوق الأميركية للأوراق المالية الذي يقع في منطقة مانهاتن السفلى ويتقاطع مع شارع بردواي ويتجه نحو النهر الشرقي، وهو من ضمن الحي المالي.