منذ عشرات السنين لا يزال سوق "سبت تنومة" في شمال عسير مقصدا للباعة والمتسوقين على حد سواء، سواء من محافظة تنومة أو المراكز والقرى والهجر التابعة لها، فيما تجاوز مهامه التسويقية إلى الإعلان عن بعض الأمور المهمة، أو الإصلاح، أو التوعية.
يقول سعيد آل عباس "77 عاما": كنت في العاشرة من عمري وأذهب من قريتنا "المنزل" إلى سوق السبت الذي يبدأ نشاطه عقب صلا الفجر إلى ما قبل الغروب، في حين أن أغلب مرتاديه من القرى المجاورة والبادية، وتتمثل معروضات السوق في المحاصيل الزراعية من القمح والذرة والعدس والتمور القادمة من بيشة والعسل والسمن والأغنام والأبقار وغيرها.
وأشار آل عباس إلى أن الكثير من الصفقات تتم في السوق عن طريق المقايضة، وهي شراء سلعة بسلعة أخرى، وليس بعملات معدنية أو ورقية، مضيفا: أن هناك أسواقاً أخرى في سراة الحجر مثل إثنين بللسمر وثلاثاء النماص، ولكن كان لسبت تنومة شهرة عن غيره لأن تنومة كانت تقع على طريق الحج، وسوقها لم يكن مقتصراً على التسوق فقط، بل كان مكاناً لعرض الصلح بين القبائل، ولأمور التوعية، أو الإعلان عن بعض الأمور المهمة.
ويشير عبدالله الشهري "من أهالي تنومة" إلى أنه يوجد مكان مرتفع في السوق وعند وجود أمر مهم يعتليه المنادي لدعوة المتسوقين، لإبلاغهم بأمر من الحكومة أو حضور محاضرة دينية لا سيما في ظل حضور بعض الدعاة الذين يجوبون الأسواق، وكانوا يحضرون من "أبوعريش" وصبيا وزبيد اليمن.
وعن وجود النساء قال الشهري: كان هناك مكان مخصص لهن ومعظمهن كبيرات في السن ويبعن الحطب والعلف بكميات بسيطة، والنباتات العطرية مثل الريحان والبرك والدوش "البردقوش"، والحبق والنعناع، وكانت أغلب المحلات عبارة عن بسطات أو محلات بسيطة على أعمدة وسقفها من الحصير وجريد النخل.