ما إن ينتهوا من أداء صلاة الفجر من كل يوم حتى تجدهم قد انتشروا في مزارعهم المترامية الأطراف، يعملون بكل جد، السعادة تغمرهم، روح التكاتف والتعاون تسودهم، لم تتغير ساعتهم البيولوجية مع دخول رمضان المبارك، لم تمنعهم حرارة الشمس الحارقة، ولا شدة الظمأ، ولا طول نهار رمضان من أراضيهم. هؤلاء مزارعو قرى ظهران الجنوب، حيث يؤكد أحدهم ويدعى معيض الوادعي أن العمل في نهار رمضان المبارك بالنسبة لهم متعة وصحة.
قيم العمل
أوضح الوادعي أنهم اعتادوا على ذلك منذ الصغر من خلال تقليدهم لمن سبقوهم من جيل الآباء والأجداد، الذين غرسوا فيهم قيم العمل وحب حرفة الزراعة، التي كانت مصدرهم الوحيد للرزق والعيش الكريم. وعن برنامجهم اليومي يؤكد الوادعي أنهم اعتادوا على عدم النوم بعد أداء صلاة الفجر، وإنما يتجهون إلى مزارعهم كل يقوم بدوره المنوط به، فهناك من يقوم بتجهيز التربة والطين استعدادا لريها، وهناك من يقوم بحراثة الأرض باستخدام البقر والجمال والحمير أو باستخدام الحراثات. وقال إن الأدوار تختلف بحسب نوع المنتج الزراعي.
حرفة الزراعة
أضاف الوادعي أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها ظهران الجنوب أسهمت بشكل كبير في زراعة أكثر من 80% من مزارع قراهم بمختلف أنواع تلك المنتجات، وأهمها القمح والذرة والشعير، ومعظم أنواع الخضروات والفواكه، وعن نظام عملهم في رمضان.
بدوره، أرجع سعيد بن حسين بن نصبان "75 عاما" الصحة التي يتمتع بها إلى العمل الدؤوب والمتواصل في مزرعته منذ صغره. وأشار إلى أنه لا يشعر بالتعب ولا بالمرض، حيث إنه اعتاد أخذ أولاده لامتهان حرفة الزراعة، مشيرا إلى أنه لا فرق لديهم في العمل، سواء في رمضان أو غيره.
خصائص علاجية
في المقابل، أكد أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور خالد سعيد أن مهنة الزراعة مفيدة لصحة الجسم، لا سيما لمن يعملون في الطين البركاني الزراعي، حيث يملك العديد من الخصائص العلاجية للإنسان، فهو مسكن قوي للألم، ويزيد من حرارة الجسم وتحسين الدورة الدموية وزيادة سرعة نبضات القلب، وبالتالي تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، حاملا معه الغذاء والهواء وبالتالي ارتخاء العضلات وراحتها، وتحسين عمليات الأكسدة لإنتاج الطاقة. وبين الوادعي استخدام الطين لعلاج الأمراض الجلدية كالصدفية والبهاق، وفي الأمراض الروماتيزمية كالتهاب المفاصل وفي بعض الأمراض العصبية كالشلل الدماغي، إضافة إلى فوائد عديدة ومهمة لصحة معظم أعضاء الجسم خاصة المهمة.