توقعت مصادر متخصصة أن يتم إعلان عدد كبير من الصفقات التكنولوجية بين المملكة العربية السعودية والشركات التقنية بوادي السليكون خلال فترة زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية، التي تمثل محطته الثانية في جولته داخل الولايات المتحدة. وتشمل زيارة ولي ولي العهد لقاءات مع رؤساء كبرى الشركات التكنولوجية والمسؤولين في وادي السليكون، مقر أكبر شركات التقنية في العالم. وكان الأمير محمد بن سلمان بدأ جولته في العاصمة واشنطن، حيث التقى الرئيس باراك أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، ووزير الدفاع آشتون كارتر، وعددا من المسؤولين الأميركيين.
وادي السليكون
يحتل وادي السيليكون مساحة كبرى من جنوب مدينة سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا، التي تعد مرفأ مهما وقلعة تكنولوجية عالمية لكثير من الشركات التكنولوجية مثل فيسبوك، وجوجل، وأوراكل، وإنتل، وشركة آي بي إم، وشركة أدوبي للتطبيقات التكنولوجية، وشركة آبل للكمبيوتر، وشركة سيسكو للحلول التقنية، وشركة آي باي. كما تضم منطقة وادي السيليكون عدداً من المراكز البحثية العامة، منها مركز جامعة ستانفورد العلمي، ووكالة ناسا للفضاء، وعدداً من المراكز التعليمية والأكاديمية المتخصصة في التكنولوجيا.
وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الشركات التكنولوجية الأميركية في وادي السليكون بعد أسبوعين من الإعلان عن شراكة سعودية استثمارية بقيمة 3.5 مليارات دولار في شركة "أوبر" للتكنولوجيا، ومقرها سان فرانسيسكو، وهو ما يمنح المملكة مقعداً في مجلس إدارة الشركة، وفق تصريحات رئيسها التنفيذي والمؤسس المشارك، ترافيش كالنيش، الذي قال، في وقت سابق، إن الاستثمارات السعودية رفعت قيمة الشركة إلى نحو 62.5 مليار دولار، بما يجعل منها الأكبر في القيمة المالية من ناحية رأس المال بين جميع الشركات العالمية. ووصف كالنيش استثمارات المملكة بأنها دليل ثقة في عمل الشركة ومستقبلها. يذكر أن العضو المنتدب للصندوق السعودي، ياسر الروميان، يحتل مقعداً في مجلس إدارة شركة "أوبر".
جلب شركات ضخمة
قالت صحيفة "سي بي إس" الأميركية، إن السعودية قادرة بقوة اقتصادها والتغييرات الجديدة والتسهيلات التي تمنحها للمستثمرين، على جلب شركات ضخمة للعمل داخل أراضيها، وهو ما يشير إلى أن السعوديين جادون في التغيير وإجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية. وأكدت الصحيفة في تقريرها "رؤية 2030"، أن الأمير محمد بن سلمان في جميع لقاءاته الصحفية أو التلفزيونية، كان شفافاً في إجاباته وتأكيداته على الحد من البيروقراطية وتحسين بيئة الأعمال والاستثمار، والاهتمام بصحة المواطنين وتعليمهم وتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.
من جهتهم، أوضح محللون أن لقاءات الأمير محمد مع الشركات التكنولوجية تعزز الروابط بين الشركات التقنية العالمية والمشاريع الجديدة في المملكة، مشيرين إلى أن الزيارة تهدف إلى إنشاء قطاع تكنولوجي متطور ونقل الخبرات الحديثة، تحقيقا لأهداف تنويع الاقتصاد في إطار "رؤية 2030".